أصبحت الهند الدولة الثانية بعد الولاياتالمتحدة التي تسجل أكثر من 10 ملايين إصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، حسبما أظهرت بيانات وزارة الصحة أمس السبت. لكن الوصول إلى هذه الحصيلة يأتي في الوقت الذي تظهر فيه الأسابيع الأخيرة تراجعا كبيرا في أعداد الإصابات الجديدة والوفيات بعد وصولها إلى الذروة في سبتمبر. وذكر مسؤولو صحة بارزون أن تباطؤ وتيرة انتشار الجائحة لا ينبغي أن يؤخذ كأمر مسلَّم به ويجب ممارسة جميع بروتوكولات السلامة، حيث تعمل الحكومة وقتا إضافيا في خطة طرح لقاحات ضد الفيروس. وقالت وزارة الصحة الهندية إنها سجلت 27022 إصابة جديدة، مما رفع إجمالي حالات الإصابة بكوفيد-19 إلى 10004893 حالة. وبلغت حصيلة الوفيات 144789 بعد تسجيل 338 حالة وفاة جديدة. وتسجل الهند أقل من 30 ألف حالة جديدة يوميا منذ 14 ديسمبر وأقل من 400 حالة وفاة يوميًا منذ 12 ديسمبر، وفقا لبيانات وزارة الصحة. وتجري الحكومة الهندية استعدادات لتطعيم حوالي 300 مليون شخص، من بينهم موظفو الصحة والأشخاص فوق 50 عاما، في مرحلة أولية من يناير حتى أغسطس المقبلين. وطلبت ثلاثة لقاحات مرشحة إذنا طارئا من هيئة مراقبة الأدوية في الهند. وذكر مسؤولون حكوميون أنه من المتوقع صدور قرار حول واحد أو أكثر من تلك اللقاحات المرشحة في الأسابيع المقبلة. وقال فينود كومار بول، رئيس فرقة العمل الهندية الخاصة بفيروس كوفيد -19 في إفادة أسبوعية: "الأمور يمكن أن تتغير وتتصاعد بسرعة"، مشيرا إلى الوضع الحالي في بعض الدول الأوروبية. وأضاف "كدولة.. يبدو أننا نقوم بعمل جيد للغاية ولكن لا يمكن اعتبار ذلك أمرًا مسلما به.. لم يحن وقت الإهمال، وهناك صراع طويل أمامنا.. يجب علينا اتباع جميع البروتوكولات – الكمامات وغسل اليدين وحماية كبار السن." كما سمحت سويسرا من جانبها باستخدام لقاح فايزر، وفق ما أعلنت هيئة للصحة الوطنية "سويسميديك" السبت. وقالت الهيئة بيان "بعد دراسة متأنية للمعلومات المتوفرة، خلصت سويسميديك إلى أن لقاح فايزر/ بايونتيك المضاد لكوفيد-19 آمن وأن فوائده تفوق المخاطر". وفي أوروبا، التي تعد بين المناطق الأكثر تأثرا بالفيروس، ازداد القلق بعدما ثبتت إصابة رئيس الوزراء السلوفاكي إيغور ماتوفيتش بكوفيد-19 بعد أسبوع على حضوره قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ويعتقد أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصيب بالفيروس خلال القمة كذلك. ودفع ثبوت إصابة ماكرون مجموعة من القادة الأوروبيين والمسؤولين الفرنسيين إلى عزل أنفسهم. بدوره، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يعتقد أنه يحظى بمناعة حاليا بعدما تعافى من كوفيد-19، بأنه سيكون على استعداد لتلقي اللقاح. وكان غيابه عن فعاليات تطعيم بنس لافتا، لكنه لطالما سعى جاهدا للتأكيد على فضله في تحقيق اختراق عبر دعم تطوير لقاحات سريعة في حين أودى الفيروس بأكثر من 310 آلاف شخص في الولاياتالمتحدة. وتعد الولاياتالمتحدة أول دولة تسمح باستخدام عقار موديرنا الذي يعطى على جرعتين، وبات ثاني لقاح يستخدم في بلد غربي بعد ذاك الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك. وسيبدأ إرسال ملايين الجرعات اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع من مخازن مبرّدة خارج ممفيس ولويفيل. * مليونا جرعة أما الاتحاد الأوروبي الذي يواجه ضغوطا من أجل إقرار اللقاحات، فينوي إطلاق حملات التطعيم بلقاح فايزر-بيونتيك قبل نهاية العام، بينما حددت بعض دوله 27 ديسمبر موعدا لذلك. بدورها، تلقّت الدول الأفقر جرعة أمل الجمعة عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أنه سيتم توزيع اللقاحات مطلع العام المقبل إلى الدول ال190 المنضوية في مبادرتها "كوفاكس"، التي تأسست لضمان التوزيع العادل للقاحات. وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إن "الضوء في نهاية النفق بات أكثر إشراقا". وتم تأمين مليوني جرعة من شركات مطورة للقاحات هي أسترازينيكا وجونسون آند جونسون ونوفوفاكس وسانوفي/جي إس كي، على الرغم من أن أيا من اللقاحات التي طورتها هذه المجموعات لم تحصل على موافقة لبدء استخدامها. لكن في وقت لا يزال إطلاق اللقاحات في بداياته، تواصل معدلات الإصابات الارتفاع في العديد من الدول، وهو أمر يترافق مع تشديد القيود. وفي أستراليا، ارتفع عدد الحالات ضمن مجموعة إصابات اكتُشفت في شمال سيدني إلى 38، بينما صدرت أوامر للسكان بالتزام منازلهم اعتبارا من ليل السبت إلا في حالات الضرورة. وناشدت رئيسة وزراء ولاية نيو ساوث ويلز غلاديس بيريجليان سكان سيدني البالغ عددهم أكثر من خمسة ملايين بالتزام منازلهم. وقالت "نأمل في أن يمنحنا ذلك ما يكفي من الوقت للسيطرة على الفيروس لنتمكن من تخفيف القيود بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة". وفي أميركا اللاتينية، أعلن رئيس بلدية مكسيكو أن العاصمة والولايات المجاورة ستلغي جميع الأنشطة اعتبارا من عطلة نهاية الأسبوع الحالية في وقت تزداد الإصابات، وبالتالي لن يُسمح إلا باستمرار الأنشطة الأساسية على غرار بيع الأغذية والطاقة والمواصلات والصناعة والخدمات المالية. من جهته، واصل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي قلل مرارا من أهمية الفيروس، تقويض حملة التطعيم في بلده. وسخر من الأعراض الجانبية المحتملة للقاح فايزر قائلا إن "عقد فايزر واضح للغاية: +لا نتحمل مسؤولية أي أعراض جانبية+. إذا تحولت إلى تمساح فهذه مشكلتك".