مع بدء تنفيذ قرار إغلاق ورش السيارات في شارع الإسكان في جدة من قبل "عين العزيزة" المالك للموقع، أصبحت أردد على نفسي سؤالا ما الذي يمكن أن أفعل مع سيارتي التي بلغت من العمر عتيا (قياسا بالعمر الافتراضي للسيارات) فهي موديل 2008م أي عمرها 13 عاما، وهذه العجوزة تحتاج أن تراجع الورش مرة أو مرتين كل شهر. وفي ظل بُعد صناعية عسفان لورش السيارات، أجد نفسي أمام إشكالية كبيرة فهذه المنطقة الصناعية تبعد عن بيتي ما يقارب 50 كلم. وأنا من أسكن في شارع التحلية أي في وسط جدة. والحقيقة لي تجربة في هذا الشأن، فسبق وأن ذهبت إلى ميكانيكي في ورش عسفان وبعد معاينة السيارة طلب قطع غيار وأن أترك السيارة عنده يوما أو يومين، وهو طلب منطقي. ولكن أثناء عودتي فكرت كيف أترك السيارة وأعود من هذا المكان البعيد، وكيف أعود لأخذها، وكيف أعود لو كانت هناك ملحوظات على العمل. والسيارة المعتادة والمحبة للورش تعرف كيف تسحب رجلك للورشة متى ما أرادت. وحتى لا يفهم كلامي على أنه اعتراض على إغلاق الورش في شارع الإسكان ومن قبله ورش الصناعية في المروة، وهي التي كانت بحالة سيئة ومنظرها غير حضاري ولا يليق بمدينة مثل جدة. فأنا ومن منطلق الرأي الشخصي أؤكد على أنه قرار صائب. ولكن لم يوجد البديل المناسب، فجدة مدينة كبيرة وبطبيعتها طويلة، وأعتقد أن طولها يتجاوز ال 90 كلم. ووقوع صناعية ورش السيارات في أقصى شمالها، يؤثر على العديد من أهلها، لأن غالبية الناس لا يصلح سيارته في وكالات السيارات، خاصة التي انتهى ضمانها أو كانت قيمة الإصلاح غالية، فوكالات السيارات تتقاضى مبالغ تصل إلى ثلاثة أضعاف ما تأخذه الورش الأخرى. والبديل الذي أتحدث عنه هو منطقة في وسط جدة أو أكثر من منطقة صناعية موزعة على المدينة، يكون لها اشتراطات حازمة كما حصل مع محطات البنزين التي تحولت إلى واجهة حضارية بعد إلزامها باشتراطات صارمة، حققت معها المطلوب، بتغيير وضعها من تشوه بصري إلى وضع مشرف خدم المدينة. ومن غير المقبول أن تكون الورش مبعثرة داخل الأحياء. وكان بإمكان "عين العزيزة" أن تستثمر جزءا من الأراضي التي تمتلكها لإقامة مدينة صناعية نموذجية لصيانة السيارات وباشتراطات متفق عليها مع أمانة جدة، تحقق معها مصلحة أهالي جدة وتحافظ على المنظر الحضاري للمدينة، وبالتالي تحقق المصلحة العامة. * المدير الإقليمي للمنطقة الغربية