ثمة نقاش واسع في موضوع المشاركة المجتمعية وعلاقتها بالتقنية الرقمية. هناك جيل مرتبط بالتقنية، وأثر ملحوظ تتركه على سلوكيات مستخدميها. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف تستفيد المنظمات من تكنولوجيا الاتصال وتستغل هذه الثورة المعلوماتية والاتصالية الهائلة في دعم أنشطتهما المجتمعية. تعد خدمة «فرجت» أحد النماذج الوطنية المشرفة في مجال العمل الخيري والمشاركة المجتمعية، وتعنى الخدمة بتقديم يد العون والمساعدة للمحكومين في القضايا المالية من خلال إتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين للتبرع المالي، وبالتالي المساهمة في إطلاق سراح الموقوفين في القضايا المالية وعودتهم إلى الحياة الطبيعية. ساهمت الرسائل الاتصالية التفاعلية التي أطلقتها المديرية العامة للسجون عبر وسائطها التقنية في تحفيز شعور المسؤولية الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، الأمر الذي ساهم في إطلاق سراح عدد من الموقوفين على ذمة قضايا مالية، حيث بينت الإحصائيات الرسمية أن عدد المستفيدين من الخدمة بلغ أكثر من 2400 شخص وعدد التبرعات بلغ أكثر من 235 مليون ريال. خلقت وسائل الاتصال الحديثة مساحة واسعة للنقاش وتبادل الآراء والتنبيه على أهمية التأكد من صحة الفواتير المتداولة عبر هذه الوسائط تتبعها أحياناً مشاركة فاعلة يتمثل في التبرع المالي. والمتتبع لخدمة «فرجت» يلاحظ هذا الحراك التفاعلي، حيث تنوعت الرسائل الاتصالية بين الترويج لفواتير المدينين إلى الحث على التبرع وتوضيح إجراءات السداد وصولاً إلى سداد هذه الفواتير. في المجتمع الرقمي تشكل المشاركة المجتمعية على صيانة جذابة فكرة يليها محتوى اتصالي ذو أبعاد اجتماعية وإنسانية وتنمية العلاقة الإيجابية مع مستخدمي التقنية من خلال التفاعل مع رسائلهم وجعل المعلومات متوفرة دائماً في الزمن الفعلي لورودها. المنظمات باختلاف مشاربها مطالبة أكثر من أي وقت آخر باستغلال تكنولوجيا الاتصال بالطرق المثلى لتحقيق أهدافها الوظيفية، بالإضافة إلى عدم إغفال استحداث مبادرات مجتمعية تخلق صورة ذهنية لدى المجتمع الخارجي.