لماذا ترغب المملكة في إنشاء صناعة غولف قوية متميزة؟! الإجابة ليست صعبة.. لكن الحقيقة أن الأمر يعتمد على تطلعات ورؤى واستراتيجيات.. فصناعة السياحة بالمملكة في ظل شواطئ عظيمة على البحر الأحمر قادرة على استيعاب المتطلعين للدفء في فصل الشتاء ترى أن الغولف هي أكثر الرياضات المناسبة لأولئك الباحثين عن الأجواء الجميلة والرياضة المثيرة.. لتتحقق المعادلات الأربع: الشمس والبحر والاستثمار المفتوح وملاعب الغولف المتوفرة طول العام. في البدء أشير إلى تقرير "KPMG Golf unit" الرائدة في معلومات الغولف حيث أن نحو 55 مليون شخص في العالم يمارسون هذه اللعبة، وأن استثمارات الغولف في العالم كصناعة عالمية تحقق إيرادات قدرها 300 مليار دولار وتوظف الصناعة 3.5 ملايين شخص وهناك نحو 32000 من الدورات الخاصة بمنافسات الغولف في جميع أنحاء العالم. وقبل الإجابة عن السؤال، وحتى ما ذكره التقرير الرقمي وجب التأكيد على أن سياحة الغولف ستكون -بإذن الله- إضافة مهمة للاستثمار السعودي انطلاقاً من الفكر المتميز الذي حمله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي وجه بإنشاء شركة للغولف، تدير العملية الاستثمارية والتطويرية في هذا المجال واختار لها المتخصصين المتميزين استثماراً وفهماً لأبعاد اللعبة، ليكون المستشار ياسر الرميان وهو لاعب الغولف، وأحد مؤسسيه في السعودية إلى جانب قيادته لصندوق الاستثمار السعودي هو عرّاب هذا التوجه، وقائد العمل في شركة الغولف.. وجميع ذلك يتوافق تماماً مع ما تتضمنه رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الهادفة إلى إيجاد أمة قوية موحدة فكرياً متميزة اقتصادياً تستمد ألقها ورقيها وتنظيماتها من داخلها. آمنت بذلك وأنا أشاهد الآن منافسات الجولة الأوروبية للغولف التي تحتضنها السعودية تحت مسمى "البطولة السعودية الدولية"، وهو الأمر الذي فعلته العام الماضي أيضاً، هذه البطولة كواحدة من أهم المنافسات العالمية وأصعبها تنظيماً لأنها تعنى بأفضل محترفيها ومصنفيها الأوائل، وفيها شاهدت انفتاحاً تنظيمياً عالي القيمة، عقلانياً متزناً يوائم بين النجاح والقيم، يمزج بين الثقافة والمنطق العاقل ذلك الذي يفضي إلى تكريس دور الفرد السعودي ويزيد من قدراته، وواجبه ومسؤوليته. ما شاهدته في البطولة السعودية الدولية للغولف وما عرفته من شواطئ ممتدة وطقس معتدل جميل خلال ستة أشهر من العام وما لمسته أيضاً من الاستثمار العالي المربح للغولف جعلني استطيع الإجابة أن صناعة غولف سعودية قوية متميزة ليست رغبة فقط.. بل مطلباً كبيراً.. لذا فإن الشكر لن يكفي لولي العهد الأمين على التوجه الاقتصادي المثمر -بإذن الله- الذي أسس مبادئهما، ولن ننسى ساعده الاستثماري المتميز ياسر الرميان الذي جعل من بطولة الغولف مسرحاً للتعبير عن القدرات السعودية الهائلة في التنظيم وإقناع العالم بتميزنا فكرياً وإدارياً، وهو ما عبر عنه بطلنا السابق في الغولف والرئيس التنفيذي للبطولة ماجد السرور.