عندما ظفر لاعب الجولف السعودي ماجد السرور ببطولة فولفو المؤهلة لبطولة العالم للجولف في جنوب إفريقيا 2012، كان الخبر المصاحب للإنجاز السعودي يكتنفه كثير من الذهول والتساؤل عن هذه اللعبة الجديدة في السعودية، وكيف للنجم الكروي السابق ماجد السرور الذي لعب مهاجما هدافا لأحد أعرق الفرق السعودية "النصر من الرياض" أن يقفز إلى هذه الرياضة غير المعروفة محليًا؟!. لم تكن الإجابات حاضرة، لكن بدأت تتضح أكثر حينما أصبح السرور أحد المعنيين بتطوير الجولف السعودي كمساعد رئيس لأحد لاعبيها والمداومين عليها في المملكة معالي المستشار ياسر الرميان، ذلك الرجل الذي منعه من الارتقاء أكثر بعطائه ومهاراته في هذه اللعبة كونه يقضي معظم وقته كرجل دولة بمرتبة وزير في ظل أنه رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، ومدير لصندوق الاستثمارات العامة.. والمستشار الرميان استقى التوجه الاستثماري والرقي التنظيمي للأحداث التنموية والرياضية من النموذج السعودي للفكر المتطور المتطلع نحو الأفضل المتمثل بولي العهد الأمير محمد بن سلمان عرّاب وراعي رؤية السعودية 2030 التي ستجعل من المملكة مقصدا استثماريا وتنويريا ورياضيا متفوقا. الآن والمملكة ستكون على موعد يوم 30 يناير الجاري لانطلاق بطولتها الكبرى البطولة السعودية الدولية لمحترفي الجولف إحدى محطات الجولة الأوروبية للعام 2020.. وبجائزة كبرى قيمتها المالية 3.5 ملايين دولار؛ تدرك أن الجولف ليست مجرد لعبة فقط.. بل هي استثمار مالي كبير.. وحسب "KPMG Golf unit" الرائدة في معلومات الجولف فإن نحو 55 مليون شخص في العالم يمارسون هذه اللعبة، وإن استثمارات الجولف في العالم كصناعة عالمية تحقق إيرادات قدرها 300 مليار دولار وتوظف 3.5 مليون شخص وهناك نحو 32000 من الدورات الخاصة بمنافسات الجولف في جميع أنحاء العالم. ولأهمية مثل هذه البطولة والاستثمار في الرياضة يشدد المستشار ياسر الرميان على أن: "العام الماضي مثّل الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمنا في لفت أنظار العالم وإظهار الوجه المشرق للمملكة وترسيخ مكانتها في صدارة الأحداث الرياضية العالمية النوعية، وعاقدون العزم - بإذن الله - على تكرار النجاحات الكبيرة التي تحققت في العام الماضي على أرض ملعب الغولف "رويال غرينز"، ومتحمسون لمشاركة واستضافة أفضل اللاعبين على مستوى العالم من جديد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية الشهر الجاري".. وسيحضر أفضل لاعبي الغولف المحترفين في العالم كما هم: إيرني إلس وتوني فيناو وسيرجيو جارسيا وداستن جونسون وبروكس كوبكا شين فرانسيس لوري وفيل ميكلسون وباتريك ريد وهنريك أولوف ستينسون.. وسيكون بمقدور الآلاف من المتفرجين من جميع أنحاء العالم الحضور لمتابعة البطولة، مع ملايين آخرين يشاهدونها على شاشات التلفزيون، لا سيما أن البطولة ستسهم في تحديد هوية المتصدر للترتيب العالمي. قبل التوجه السعودي الكبير بالانفتاح على الاستثمار الرياضي كانت ملاعب الجولف تنتشر خجولة، وبمبادرات شخصية رغم أن عملاق النفط العالمي شركة أرامكو السعودية تملك ملاعب جولف في شرق السعودية بين رملية وأخرى ذات مواصفات متطورة مخصصة للمنتسبين لها؛ لذا كانت مبادرة المهندس يوسف الدويش والأمير فيصل بن محمد بن سعود بإنشاء ملعب في شمال الرياض بكل المواصفات الدولية مطلع التسعينات من القرن الميلادي الماضي مقابلا لما حدث غربها من إدارة لملعب آخر بعمل شخصي من خالد بونيان.. وليحدث انفراجا آخر بإنشاء ملعب نوفا في غرب الرياض أيضا بمبادرة من الأمير سلطان بن محمد بن سعود. وبفضل توجيهات ولي العهد فقد تم إنشاء شركة استثمارية معنية بالجولف يرأسها ياسر الرميان ويساعده ماجد السرور لتكون المملكة قد انضمت فعليا إلى الاستثمار في الجولف بتنظيمها لتلك البطولة الكبرى وما يليها من بطولة عالمية كبرى أخرى للسيدات مارس المقبل، وكلاهما في ملعب الجولف الرائع "رويال غرينز" على البحر الأحمر غرب السعودية، ناهيك عن حجم الإقبال الذي تشهده اللعبة سعوديا من كلا الجنسين .. حتى باتت تحتاج إلى ملاعب أكثر في ظل أن اثنين من الملاعب في طور الإنشاء في القدية غرب الرياض داخل واحد من أفخم المجمعات الترفيهية التي أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إنشائها وقد بدأ العمل فعليا فيها، ناهيك عن مشروعات البحر الأحمر الضخمة ومشروعات الجولف التي تحتويها، لتكون المملكة وجهة سياحية عالمية لرياضة الجولف وخطوة نوعية لتعزيز القطاع الاستثماري الرياضي بالقدرات الوطنية مع إيجاد الفرص الجيدة للمساهمة أكثر في خلق المزيد من الوظائف والإضافة إلى الناتج المحلي بدلاً من السفر إلى الخارج لأجل ممارسة الجولف. والرميان ومساعده السرور متفاعلان جدا للارتقاء بهذه اللعبة بعدما وقفا مباشرة كممارسين وكمسؤولين عن سرعة انتشارها، ويقول ماجد السرور عن ذلك: "أنا متفائل بشأن اللعبة ومتحمس لجعلها ذات حضور لافت في بلادي.. كانت إلى ما قبل عقدين مقتصرة على المقيمين في المملكة.. الآن أصبح السعوديون ومن كلا الجنسين يفدون إلى ملاعبها بأعداد كبيرة.. ستكون محطة للاستثمار الناجح لا سيما أن ارتقاءها وتطور ملاعبها وزيادة هذه الملاعب تتم بسرعة كبيرة". بتأسيس شركة متخصصة .. المملكة تنضم إلى الاستثمار في رياضة الجولف