الشاعر الطبيب محمد مريبد العازمي.. لمع نجمه من خلال مشاركاته في العديد من المسابقات الشِّعرية المحلية والخليجية، فقد ظهر بمستوى مشرّف ورائع، ولحضوره رونق خاص، وقصائده توشح بالجزالة والعذوبة، وقوّة السبك والحبك، والمشاعر الفياضة. اطهر قلوب اللي تغسلّها الدموع واطهر قلوب اللي ما يدخلها حسد وأفضل الخطوط اللي بها خط الرجوع حتى لو ترجع على البيدا جلد ويكشف محمد مريبد في حواره مع «الرياض» عبر زاوية «الفضاءات» مشواره مع الشِّعر والمسابقات وعلاقته بالطب. * من الصعب الحديث عن كامل تفاصيل الشِّعر.. لكن ماذا يعني لك؟ * الشعر يعني لي وسيلة وليس غاية، فقد فتح لي أبواب من خلالها اخترت لنفسي المكانة الطيّبة بين زملائي الشعراء، وبين الجمهور الكريم.. أما الاختيار الآخر الذي يعتبر عكس هذا الكلام فأنا بعيد كل البعد عنه، فقد فتح لي الشِّعر أبوابه الجميلة -ولله الحمد- ومن حسن حظي أنني واصلت مشواري الشِّعري في الاتجاه الصحيح. * كيف تنظر الآن لساحة الشِّعر في عصر التطوّر والانفتاح؟ * الساحة الشعرية الآن قوية، ولكن أرى أنها قد توسّعت أكثر مِن مَا كان في السابق فكانت محصورة على مجلات وصحف وبعض المهرجانات، أما الآن فقد تبدّل الحال أصبح الانفتاح أكثر، وأرى أن هذا الشيء جيّد بالنسبة للشعراء، عكس السابق كان الشاعر يحتاج للشللية لعرض نصوصه الشِّعرية، واليوم يستطيع الشاعر الوصول إلى المتلقي بكل سهولة. * متى تكتب الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أكثر ما أكتب الشعر عندما أكون بحاجة ماسة أنني أكتب خاصة عندما أعشر بضيقة الخاطر ففي مثل هذه الحالة أجد أن الشِّعر هو الذي يكتبني بشكل تلقائي وأبذل الجهد الكبير من إحساس صادق يعبر عن ما يجول في داخلي. * أين ترى نفسك بين شعراء اليوم؟ * أرى نفسي أنني شاعر عادي لوجود منهو أفضل منّي بكثير، ومن قد أخذ فرصته الأكبر، علماً بأنني أيضاً أخذت فرصتي ولله الحمد، وبالنسبة لمكانتي بين الشعراء أرى أن الإجابة تكون من قبل الجمهور لأنني بصدق لا أعلم بكل صراحة. * هل لك حضور في الشبكة العنكبوتية، وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ * نعم.. لي تواجد في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال: "تويتر، السناب شات، الاستقرام" وبكل تأكيد لها دور فعّال في دفع حركة الشِّعر وذلك من خلال الشعراء المبدعين الذين قدّموا إنتاجهم الأدبي بشكل متميز، وهذا ما نشاهده الآن من خلال تداول بعض مقاطع الشعراء الجميلة والرائعة. * ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * أربع محطات مُهمة: الأولى مسابقة شِعرية في دولة الكويت عام 2003م بجريدة "الأنباء" وحصلت على المركة الأول، والثانية مسابقة شِعرية في دولة الكويت للأسير محمد المطيري أيضاً حصلت على المركز الأول، والثالثة مسابقة "شاعر المليون"، والرابعة كانت "جائزة المفتاحة" لأفضل شاعر شعبي في الخليج. * هل مسابقة "شاعر المليون" هي التي فتحت لك باب النجومية والأضواء؟ * بكل تأكيد.. هذه المسابقة هي من أدخلتني بوابة النجومية والأضواء، فمن خلالها أستفدت الكثير، وحصلت على تجربة جديدة خاصة في مجال الشِّعر وبعد الاحتكاك بالعديد من زملائي الشعراء الذين شاركوني في هذه المسابقة. * من هم الشعراء الذين تربطك بهم علاقة شِعرية وشخصية؟ * لا تربطني أي علاقة شخصية مستمرة بأي شاعر -مع الأسف الشديد- ولكن تربطني العلاقات الأخوية بالشعراء وأعتبرهم بالنسبة لي أصدقاء خاصة إذا التقينا مع بعضنا البعض. * من الذي تجده ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الحُبّ والألم. * ما جديدك من الشِّعر؟ * الجديد أكتبه كل ثلاثة شهور تقريباً، وبحكم الدراسة في مجال الطب فأنا مُقل في نشر الجديد، وجل تركيزي على دراستي، واعتقد أن الجمهور أصبح الآن في حالة ملل من كثر الشِّعر، وعندما أكتبه فإنه يكون بصدق ولنفسي وليس للجمهور الذي ربما يتقبله. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هاجس الذكرى.. فالذكريات تبقى في القلب رغم تزايد السنين وتغيرات الظروف. * من يعجبك الآن من الشعراء المتواجدين بالساحة الشعبية؟. * الشعراء المبدعين كثر ويعجبني منهم الشاعر الشاب جمال بندر من الجيل الجديد، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه شاعر مُبدع، ولكن يبقى شاعري المفضل ضيدان بن قضعان. * المسابقات الشِّعرية هل خدم الشِّعر أم العكس؟ * المسابقات الشِّعرية أرى أنها خدمت الشِّعر في بداياتها ولا زالت.. وما شوهد مؤخراً في "مسابقة الملك عبدالعزيز" التي أنجبت شعراء جملين وجيّدين دليل قاطع على خدمة المسابقات للشِّعر، واعتقد متى ما كانت الخطط ممتازة والأضواء مسلطة فإن المسابقة سوف تخدم الشِّعر والشاعر ويكون النجاح حليفاً لها. * بصراحة أيهما أكثر صدقاً شِعر الرجل أم المرأة من وجهة نظرك؟ * لا استطيع الحكم بشيء لأن كل مهم يكتب بعاطفة، ولكن اعتقد يا خوي بكر بأن الذي يكتب بصدق في القصائد من الشعراء أو الشاعرات هو من يصل للجمهور، والخيال ليس له حد معين، ويبقى ما يخرج من القلب يصل إلى القلب. * أجمل أبيات من الشِّعر ترددها باستمرار؟ . * أبيات من قصيدة للشاعر متعب التركي: قالوا حبيبك يسمع الشِّعر قلت إيه يقراه بعيوني قبل تسمعونه اكتب لغيره والقصايد تجي فيه كن القصايد حالفه ما تخونه * ما القصيدة التي لا تزال في ذاكرة محمد مريبد؟ * حقيقة جميع قصائدي لها منزلة كبيرة في قلبي، ولا أفرّق بينهما سواء القديم أو الجديد. * حدثنا عن ديوانك المطبوع "المسبحة"، وهل لديك أعمال أدبية جديدة؟ * هذا الديوان صدر عام 2015م، ويعد الديوان المطبوع الأول بالنسبة لي، وكتب مقدمته الأستاذ إبراهيم الخالدي، واخترت قصيدة "المسبحة" لتكون عنواناً له، وأعمل حالياً على إنتاج ديوان جديد يحتوي على "40 قصيدة" جديدة. * كلمة أخيرة؟. * أشكر صحيفة "الرياض" على إتاحة لنا الفرصة من خلال هذا اللقاء بالجمهور الكريم، والشكر موصول لجميع العاملين على إعداد صفحة ال"خزامى" المتميزة بمواضيعها الرصينة والمُفيدة. محمد مريبد جمال بندر متعب التركي إبراهيم الخالدي