الشاعر الشاب سعود العواجي اشتهر من خلال أشعاره الهادفة والرصينة، حيث قدّم نفسه بشكل متميز، شارك مؤخراً في أمسيات الجنادرية (23)، وقدّم قصائد لها أبعاد ومضامين سامية وأفكار نيرة: اللي على المرقاب ما يشعم النار ماني خويٍ له .. ولاني حليفه أنا خوي اللي حشم حرمة الجار ونفسه عن دروب الخطايا عفيفه سعود العواجي التقته "الرياض"، وعبّر عن ما يجول في خاطره حول العديد من قضايا الشِّعر، ومستجدات الساحة الأدبية. * كيف تنظر الآن لساحة الشِّعر في عصر التطوّر والانفتاح؟ * ساحة تعج بالتغيرات بشكل مستمر حتى بدأت تنسلخ من جلدها القديم لتظهر بمظهر مختلف من ناحية الأفكار المتجدّدة والتراكيب الشِّعرية وإخراج النص بشكل أكثر جاذبية عن ذي قبل. * متى تكتب الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أن تكتب الشِّعر هذا الأمر لا يشكل عائقا فمتى ما أردت كتابته تستوحي الأفكار وتشحذ الهاجس لذلك.. أما أن يكتبك الشِّعر هذا أمر نادر الحدوث لأن الذي يختلج في صدر الشاعر نادراً ما أبوح به بشكل علني حتى في أصعب المواقف، فربما يكتبني الشِّعر على خجل، الشِّعر حالة غريبة وإحساس متدفق يطوّقني في وقت ويتخلى عنّي في وقت. * أين ترى نفسك بين شعراء اليوم؟ * أنا أقدّم الشِّعر الذي أرى من خلاله بأنني أحجز مقعداً في الصف الأمامي لساحة الشِّعر، لدي الثقة التي استمدها من قصائدي، رؤيتي لنفسي نابعة من ثقة وليست غروراً، أما كيف يراني غيري فهذا رأيه وأحترمه وأجله، وكل له وجهة نظره الخاصة به. * هل لك حضور في الشبكة العنكبوتية، وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ * سابقاً الشبكة العنكبوتية جذبت الشعراء لأحضانها بعد المُعاناة والجفاء من المجلات والجرائد السائدة في ذلك الوقت، ورويداً رويدا أصبحت الشبكة العنكبوتية هدفاً للكثير من الشعراء لأن الشاعر كان يشاهد ردة فعل المتابعين عن نصه المطروح، ولا شك بأنها تسببت بازدهار الشِّعر ودفع حركته لو نستثني بعض السلبيات التي رافقتها، ويجب أن نعترف بأن كثيراً من مواقع الشبكة العنكبوتية أبرزت نجوماً لامعة في سماء الشِّعر. * ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * تمر على الشاعر الكثير من المحطات التي قدّم من خلالها نصوصه الشِّعرية على طبق من شِعر، وأبرز محطاتي الشِّعرية وأهمها هو مهرجان "الجنادرية 33" الذي بفضله عليّ بعد الله أوصل صوتي الشعري للجمهور لأنه المنبر الأبرز الذي يعكس للعالم ماضينا المشرّف وحضارتنا المشرقة، أيضاً محطتي الثانية بمسابقة "شاعر المليون" الذي خدمني كشاعر من خلال منصته الشِّعرية التي ساعدتني في تقدّم خطواتي للأمام. * من هم الشعراء الذين تربطك بهم علاقة شِعرية وشخصية؟ * العلاقات الشِّعرية غالباً تتبلور بنطاق ضيّق تحكمها المصالح الشِّعرية والإعلامية، وأنا علاقتي مع كل شاعر علاقة صداقة، ولا أحاول أن أربطها بمصالح معيّنة، لأن الشاعر قبل كل شي رجل ويحترم معنى الصداقة، لذلك علاقتي مع الصديق الشاعر، أما العلاقات الشخصية كثيرة ولا أستطيع أن أحدد اسما وأترك آخر. * من الذي تجده ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الوطن بكل تأكيد، فهو تكوين جغرافي نرتبط به روحياً وعاطفياً، فمن الممكن أن تخسر الحُبّ، وأن يزول الألم.. ولكن من الصعب أن تخسر أو تفقد وطناً. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * هاجس القصيد مكوّن غريب يمزج بين المشاعر والفوضى العاطفية أحياناً، ويتغيّر بتغير الزمن والموقف، فالهاجس ضيف وعندما يأتي يجد الأبواب مشرّعة لاستقباله ويرحل ويعود مجدداً. * من يعجبك الآن من الشعراء المتواجدين بالساحة الشعبية؟. * أمانة نحن في زمن المبدعين، والمتميزون قليلون وإن كنت أرى بأن الشاعر سعد علوش له نهج مختلف ومميز وأسلوبه الشّعري يشدني كثيراً. * المسابقات الشِّعرية هل خدمت الشِّعر أم العكس؟ * خدمت الشِّعر فعلاً، وفتحت أعين الجمهور لمعرفة الكثير من جمالياته، وساهمت في رفع مستوى الذائقة لديهم، وفي نفس الوقت أضرت بالشِّعر لأنها تقتصر على ذائقة المحكمين بها، لذلك تجد المحكم ينتمي لمدرسة شِعرية يراها الأفضل، ولا يتقبّل المدارس الشِّعرية الأخرى، ولهذا السبب أبرزت أسماءً شِعرية على حساب أسماء مميزة، فالمسابقات الشِّعرية بكل تأكيد خدمت وأضرت في نفس الوقت. * بصراحة أيهما أكثر صدقاً شِعر الرجل أم المرأة من وجهة نظرك؟ * الشِّعر واحد سواء كتبه رجل أو امرأة، ولكنه يختلف باختلاف الإحساس والصدق من شاعرة أو شاعر إلى آخر، ويبقى شِعر الرجل أقوى لأن فضاء الكتابة لديه أوسع، وتجده يكتب في المواقف التي لا يمكن للشاعرة أن تكتب بها، وبالنسبة لشِّعر المرأة يتميز بالإحساس المرهف وسهولة المفردة، وذلك على مدار التاريخ فقد اشتهرت شاعرات ولازلنا نردد قصائدهن ونستمتع بها حتى وقتنا الحاضر. * أجمل بيت من الشعر تردده باستمرار؟ . * للأمير محمد الأحمد السديري: كم واحدٍ له غايةٍ ما هرجها يكنّها لو هو للادنين محتاج * ما القصيدة التي لا تزال في ذاكرة سعود العواجي؟ * قصيدتي في "الأم" لا تزال في الذاكرة والقلب والعين: ياكم خبّت حزنها لجل ترضيك وياكم لجل راحتك عانت ألمها * ما جديدك اللاحق؟. * أعمل على إنتاج ديوان مطبوع وهو الآن في مراحله الأخيرة، وقريباً سيرى النور. * كلمة أخيرة؟. * شكراً جريدة "الرياض" على هذا اللقاء، وشكر خاص للقائمين على صفحة "الخزامى"، هذه النافذة الجميلة التي من خلال نطل على كل ما هو جميل، وأتمنى للجميع المزيد من التألق والنجاح. الأمسيات تصل الشاعر بالجمهور سعود العواجي