"الخضراوات إنما هي للأرانب" هكذا كانت لغة السخرية المنتشرة بين أفراد الشعب الفنلندي، والذين كان يواجهون تهديداً صحياً كبيراً، حيث تكثر أمراض القلب، وتنتشر بينهم أكل الوجبات السريعة أو ما يطلق عليه الأكل القمامي Garbage Food كما في الخبر المنشور في صحيفة الغارديان البريطانية، وإنها خلال ثلاثين عاماً من بدايات الاستفاقة العام 1970 استطاعت فنلندا أن تتحول من دولة تعد فيها نسبة السمنة هي الأكبر في العالم إلى بلد يمتلئ أفراده بالصحة والنشاط والحيوية. وعندما نلتفت إلى بلدنا المبارك نجد أننا نحتاج إلى رفع سقف الوعي الصحي كأسلوب حياة لنمتلئ بالحيوية والعافية، وخذ على سبيل المثال السمنة، والتي تمثل تحدياً كبيراً، حيث إن نسبة من يواجهونها مرتفعة ومقلقة ومخيفة، وبعضهم يرى أنها تقترب من 70 %، ولذلك صدر قرار المجلس التنفيذي في وزارة الصحة باستحداث برنامج مكافحة السمنة العام 1435، وهذا يعني أنه انتهت 4 سنوات على انطلاقته. والسؤال البديهي الذي يُطرح، إلى أين اتجهت نسبتها - السمنة -؟ هل انخفضت أم هي في زيادة أم أنها ثابتة؟ وإذا كان أحد أهداف برنامج التحول الوطني أن يتم تفعيل مبادرات تنفيذية، وذلك لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 فإني أظن أن الوعي الصحي يستوجب التفاتة جادة ومبادرات طموحة بدءاً من وزارة الصحة وبالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية منها والقطاع الخاص. إننا عندما نتكلم عن الصحة الجسدية فإننا نتكلم عن تلك الحالة التي يكون عليها الجسد من السلامة والعافية من كل داء بحيث لا يشتكي ولا يعاني في أغلب وقته، الأمر الذي ينعكس لزاماً على حالته النفسية فكرياً ومشاعرياً، فيكون إلى الاتزان والراحة النفسية أقرب. ما أريد التنبيه عليه أهمية أن يتحرك الإنسان فيما يعزز لديه هذه العافية فكراً ومشاعراً وسلوكاً، والأمر الآخر هو أن نبدأ بإيجاد منصة - ولتسمى منصة المبادرات - لنجمع فيها من هم أمثال الأستاذة عبير من أبناء وبنات هذا الوطن الذين يبرهنون على الدوام بأن المبادرات إحدى خصائصنا المدهشة. إن كل مبادرة صادقة ومفيدة تحتاج من يتبناها على مستوى أكبر؛ ليزداد عدد من يكونون في إطار مربعات العافية، وما سواها من المبادرات. Your browser does not support the video tag.