سبق أن حاورت الدكتور الطبيب وليد فتيحي قبل سنوات قليلة وكان ضمن الحوار عن «الأطفال» ماذا يأكلون من غذاء، وكان التركيز هنا على الوجبات السريعة أو Fast foods، وهنا شدد الدكتور وليد على أن هناك «كارثة» ستأتي عاجلاً أو آجلاً مع مرور الوقت والسنوات ونحن نعرف أن الوجبات السريعة أصبحت تنتشر بكل مكان ومدينة وقرية، أصبحت نموذجا غذائيا خاصة لدى الأطفال، «سلوكنا» الغذائي يذكرني أيضاً بعبارة قالها لي رجل الأعمال المعروف «عبدالله العثيم» مالك أسواق العثيم وأكبر مستثمر بها أننا نحن السعوديين نأكل «بأعيننا» لا ما نحتاج. الواضح أن نمطنا الغذائي تقليدي محدود الخيرات نمارس الأكل أحياناً من باب التغيير أو المباهاة من خلال ملء سفرة الأكل، أو المناسبات المبالغ بها والكثافة «الدهنية» في الغذاء لدينا، والأخطر من كل ذلك غياب «الرياضة» الملتزمة بوقت ويوم مخصص، كل ذلك لا يحدث حقيقة كممارسة اجتماعية لدينا للأسف. الدكتور وليد البكر المشرف العام استشاري الغدد الصماء والأمراض الباطنية صرح بهذه الجريدة بالأمس أن نسبة السمنة بالمملكة تصل إلى 40%، وأصبحنا بذلك نحتل المركز الثالث عالمياً، الواضح أن النسبة عالية جداً، ومقارنة مع دول العالم فنحن في المركز الثالث، وهذه السمنة لا تعني رقماً وإحصاء يمكن المرور عليه بدون توقف، هل نعلم كم يكلف صحياً كل فرد يعاني السمنة؟ ما الأمراض التي سيعاني حتماً منها بسبب هذه السمنة؟ كم ستتكبد الدولة والمواطن من تكاليف مالية لعلاج هذه الأمراض الناتجة عن السمنة؟ أولها السكر والضغط والكوليسترول وهي أمراض مزمنة خطرة تحتاج علاج دائم لا يتوقف كل بما يخصه، وهذا يعني أننا أمام مجتمع وبيئة حاضنة للأمراض ستعجز وزراة الصحة عن علاجها، والوقاية خير من العلاج في النهاية، ووزارة الصحة لن يكون لديها حل للسمنة وما سينتج عنها بدون جهد وعمل وسلوك المواطن نفسه. من المهم أن نبدأ حملة مستمرة لتوعية المجتمع بأهمية وخطورة أمراض السمنة مع وضع الحلول من خلال نوع الغذاء ما يفيد وما يضر، أيضاً توفير الأندية الرياضة ومراكز استشارية لمساعدة من يريد علاج هذه السمنة التي تعني خسائر لا حصر لها في النهاية ولعل الأبرز هنا كما قال الدكتور وليد البكر أننا أيضاً الأكثر «كسلا» بالمرتبة الثالثة وهذا يعني ارتباط بشكل أو بآخر مع السمنة. نحتاج في النهاية لعمل كبير والنهوض بمجتمع تعود على الغذاء غير الصحي، وطغى الغذاء السريع المضر خاصة لدى الشباب والأطفال من الجنسين، أهمية التوعية بالرياضة والتحول للغذاء المنزلي أول الحلول ولكن بتنوع، ففي النهاية الاستمرار بهذا المسار مكلف صحياً ومالياً ولا حل إلا بالتغيير والتوعية.