حاورت عدداً من أطباء معروفين وأصحاب مستشفيات، وكلهم يحذرون من انتشار وطغيان السمنة لدى الأطفال، كم النسب لا أعلم ولا يعلمون أي (الأطباء)، ولكن أحد الأطباء قال لي إن المملكة تعتبر بالمركز الثاني كنسبة السمنة لدى الأطفال على مستوى العالم، ماذا يعني ذلك ؟ حين نتحدث عن الأطفال فإننا نتحدث عن رجال الغد، وهؤلاء نسبتهم أي الأطفال والشباب تشكل الآن نسبة 60% من السكان يعني نحن نتحدث عما يزيد عن 10 ملايين من السكان السعوديين، وهذا يعني أن هؤلاء الذين يعانون من السمنة المفرطة، أنهم عبء أولاً على انفسهم بسوء الصحة المتوقع مستقبلا وما سيتبعها، ولا نريد ذكر الأمراض التي تتعلق بالسمنة، ولكن السمنة تجلب الأمراض الأخرى، السكر، الكلسترول، القلب، العظام، الضغط، وغيرها كثير، يعني لم نتوقف عن مشكلة السمنة فقط، بل هي تحضر معها الكثير من الأمراض مع مراعاة الفروق الفردية. حين نتحدث عن تكلفة معالجة السمنة، لا نبالغ أن نقول إنها تقارب تكلفة الحروب، أي نقص الوزن هذا في حال عدم المرض وبالبدايات، ولكن حين تأتي الأمراض معها، السكر وتوابعها، يعني أن هناك سلسلة طويلة من العلاجات وتكاليف باهظة، من العناية قبل وأثناء وبعد، فيحتاج إلى مراجعة شبه دائمة للمستشفيات أو مراكز طبية، وعلاجات، وغيره الكثير مما يتضاعف معه من أمراض، يجب أن نقول بصريح العبارة إننا سنواجه مشكلة كبيرة ومكلفة جدا سنواجهها اليوم وخلال السنوات القادمة، وهي خطر السمنة وما يتبعها في جيل الأن يعاني من آثارها بصورة أصبحت خطراً حقيقياً نلمسه، وبدأت فعلا تأتي بسلبياتها، وأصبح لدينا جيل يعاني الآن السمنة وسيعاني مستقبلا آثارها، فماذا فعلنا؟؟ هل العلاج بتوفير العلاجات والإمكانيات؟ لا بالطبع ليس هذا الحل الحقيقي، بل الحل يبدأ من ولادة الطفل بتوعية الأم، بالرضاعة أولا، ثم توعية الأسرة خاصة الأم، ثم يتبعها المدرسة بتوعية وتدريس لكل ما هو يفيد الصحة من غذاء وشراب، ويكون هناك ضبط «صارم» بالمدارس، وفي الشارع والإعلام، وكل مكان يمكن تذهب له، والحد من الأغذية المضرة بالصحة، بفرض مزيد من التشدد على ما يباع من أغذية، بوضع مواصفات وضبط للسعرات الحرارية، فحين نعلم أن الدخان يفرض عليه ضريبة، ولكن ماذا عن المشروبات الغازية وما شابه ذلك، يجب أن يُسن «برأيي» قانون يحمي نظامنا الغذائي يحمي الأطفال يحمي مجتمعنا، هناك خطر حقيقي بما يحدث يجب ألا يترك، بل يعاد النظر به تماما، كما ذكرنا، وإلا سنعاني مستقبلا من أعباء صحية وتكاليف مالية وضرر على الإنسان السعودي يجب أن نتنبه له فهو هدر كبير على أبناء هذا الوطن لن يعلموا عنه إلا بعد فوات الأوان. نحتاج إعادة النظر إلى صياغة حياتنا وسلوكياتنا، ولا يجب أن نقول إننا تعودنا على ذلك وصعب التغيير، وأن نمارس الرياضة وأبسطها المشي اليومي 4 او 5 كيلومترات بمعدل خمس مرات أسبوعيا، ووقف الأكل المسائي وتعويضة بأكل خفيف صحياً، الحلول سهلة وبسيطة والصعب هو القدرة على الالتزام والصبر فقط.