من الظواهر السلبية في أيام الإجازة قيام بعض الأسر والشباب ممن يرتادون المرافق العامة بهدف الترويح عن النفس، بممارسة ظواهر سلبية تكمن في عدم احترام النظام وتدمير الممتلكات العامة، فمثلاً في كورنيش جدة وخلال الإجازة توافد الكثير من الأسر والأفراد من مواطنين ومقيمين وقاموا بممارسات سلبية مثل رمي المخلفات في الحدائق وعلى الشاطئ وشرب الشيشة وممارسة الشواء وترك مخلفاتهم، والبعض يتلف البيئة برمي المعلبات والبلاستيك في البحر وعدم الاهتمام بنظافة دورات المياه العامة أو في المساجد المجاورة وغيرها من الممارسات الخاطئة. وللأسف إنها تأتي من بعض المقيمين الذين يفترض فيهم احترام نظام البلد، وعدم تجاوز القوانين والأنظمة من مبدأ «يا غريب خلك أديب»!! وهؤلاء ليسوا بقلة، وبعضهم إذا نصحته يمتعض ويرد عليك بوقاحة. وهناك أيضاً مواطنون يمارسون هذا السلوك، وتأتي ممن يفترض بهم أن يكونوا قدوة، هم كبار في السن سواء آباء أو أمهات. ظاهرة تدمير وإتلاف المرافق والممتلكات العامة من الظواهر السلبية التي مازالت متفشية في مجتمعنا، وتأتي من المواطن والمقيم، وبالرغم من الجهود التي تبذلها الدولة من حملات التوعية وفرض القوانين الصارمة التي تجرم العبث في الممتلكات العامة إلا أنها مازالت مستمرة. علماً أن النظام ينص على معاقبة من يتعمد إتلاف الممتلكات والمرافق العامة، بالسجن لمدة لا تزيد على سنتين وبغرامة لا تتجاوز 100 ألف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين، إلا أن هناك نسبة ليست بالقليلة تمارس العبث غير مبالية بالنظام. والعبث بالممتلكات يشمل الجدران والمدارس والحدائق العامة واللوحات وقطع الأشجار والملاعب العامة والطرق ووسائل المواصلات. ومرتادو الأماكن العامة تجدهم يمارسون هذه السلوكيات الخاطئة ولا يعون خطورة الأضرار التي يلحقونها بالمرافق من تشويه لمنظرها الحضاري وإهدار للمال العام. ومن هنا نتساءل عن أسباب هذا الخلل هل هو تربوي فقط؟ وما دور الأسرة والمدرسة والمجتمع؟ الممتلكات والمرافق العامة هي مُلك للمجتمع وليست للأفراد، وإنما أنشئت لتقديم الخدمة العامة سواء مرافق خدمية أو تعليمية أو صحية أو ترفيهية وتعود ملكيتها للدولة. ممارسة هذه الظاهرة من البعض سواء مواطناً أو مقيماً قد تكون نتيجة حقد اجتماعي أو نتيجة للفقر والبطالة وضعف المستوى المعيشي، وهي منتشرة في معظم دول العالم وتزيد في المجتمعات النامية، وتقل في الدول المتقدمة نتيجة التربية والتعليم والقوانين الصارمة. الانتماء للوطن والحرص على مكتسباته وتعزيز الانتماء للدولة يمكن أن يغرسه الوالدان لأبنائهما في المنزل، وفي المدرسة تكون التربية والتعليم وتعزيز القيم مكملة لذلك من خلال تدريبهم في المحافظة على الممتلكات والمرافق العامة؛ لأنها ملك للمجتمع. وعند غياب هذا الشعور فالسلوك السلبي بالتخريب قد يغلب على عقل الطفل وينشأ على ذلك. الواجب تشديد العقوبات وتطبيقها بصرامة والتشهير بالمخالفين. Your browser does not support the video tag.