الطقوس الحياتية وما يطرأ عليها من متغيرات خلال شهر رمضان المبارك، في جميع جوانبها وأنشطتها، إلا أن طقوس المثقفين تختلف كثيراً، فالبرغم أن الحراك الثقافي لا يتوقف، ولكن مناشط المثقفين تكون الأقل نسبة على مستوى الأنشطة المجتمعية، فالصوالين الأدبية، والجلسات الثقافية تشهد خمولاً كبيراً لأسباب مختلفة.. وتتنوع أسباب قلة المناشط الثقافية، فالبعض يرى أن عامل الوقت قد يكون سبباً رئيسياً في عدم وجود المناشط الملفتة، والبعض يرجعها إلى الخصوصية الدينية لشهر رمضان الكريم، والارتباط الأسري مشيرين إلى أن الحياة في شهر رمضان نمطها مختلف، وبالتالي يكون الحضور الثقافي أقل منه في غير رمضان.. "خصوصية الشهر" يقول الأكاديمي والكاتب السعودي الدكتور زيد الفضيل أن لشهر رمضان خصوصية دينية، وهي التي تفرض نفسها فتجد أن الكثير من المثقفين في إطارهم المعرفي يتابعون بعض القضايا الدينية المتعلقة بالسيرة، أو غيرها بحكم ضيق الوقت، مشيراً إلى أن الكثير من المناشط خلال الشهر الفضيل تتقلص ليأخذ الجانب الفني المساحة الأكثر. وأضاف: "تجد هناك معارض فنية، ولقاءات بسيطة"، مرجعاً ذلك إلى ضيق الوقت، ومن الطبيعي أن تخف المناشط الثقافية. وتابع: "الأمر ينطبق على الصوالين الثقافية، والمجالس الثقافية، والفرق بينهما هو أن المجلس الثقافي يجتمع فيه مجموعة من المثقفين في يوم محدد من كل أسبوع على مدار العام عند أحدهم دون أن يكون هناك موضوع للنقاش، ودون أن يكون هناك ضيف، أو محاضرة محددة، فيتناقشون ما جريات الأسبوع". وزاد قائلاً: "أما الصالون فهو أكثر تنظيماً بحيث يحدد فيه موضوع كل أسبوع، ومحاضر يتحدث في ذلك الموضوع". وأكد أنه وفيما يتعلق بالمجالس الثقافية، فأمرها قائم في رمضان كمجلس الأستاذ والكاتب الصحافي محمد عمر العامودي مساء كل خميس، حيث يجتمع فيه نخبة من المثقفين، والمسؤولين على مدار السنة وخلال شهر رمضان أيضاً لتبادلوا الحديث في أبرز القضايا الثقافية التي تحدث خلال الأسبوع. "نمط مختلف" ويشير الكاتب الصحافي والإعلامي نبيل زارع بقوله: "اعتدنا خلال الأعوام الماضية عدم وجود فعاليات ثقافية كبيرة، أو متعددة في الأندية الأدبية خلال شهر رمضان المبارك، وأنا عاصرت تلك الفعاليات، ولم تكن تتجاوز الفعالية الواحدة إلى 3 فعاليات، وكان حضور الجمهور بسيط جداً". وأضاف: الحياة في رمضان نمطها مختلف، وبالتالي يكون الحضور الثقافي بسيطاً. خلال العام الحالي ظهرت الأندية الأدبية في المملكة بشكل مختلف، وكان هناك إضافة جميلة في الفعاليات الثقافية، حيث تم تنظيم معرض كتاب خيري، وأمسية شعرية، ومعرض فن تشكيلي، ومسامرات رمضانية، ودورات تدريبيه في الكثير من الأندية الأدبية". وأكد نبيل زارع، أنه ومن المعروف أن 19 يوماً من شهر رمضان قد تكون مناسبة للفعاليات الثقافية فقط، مشيراً إلى أن البرامج الثقافية في ءغلب الأندية الأدبية بالمملكة خلال شهر رمضان المبارك لديها برامج جيدة وتستحق الإشادة. وأردف قائلاً: "الجزء المهم، أن الناس كانت تطالب بفعاليات ثقافية خلال رمضان، والآن تم عمل فعاليات متنوعة، ويجب أن ننصفهم ونحضر تلك الفعاليات"، مشيراً إلى أنه من المهم تفاعل الحضور للتنوع الكبير في تلك الفعاليات. نبيل زارع Your browser does not support the video tag.