ينتظر المثقفون شهر رمضان المبارك بكثير من الشوق والرغبة في التزود من مناهله الروحية الكثيرة، وينظرون إليه بوصفه شهرا فريدا للاستزادة الروحية والفكرية. وعلى مدار التاريخ الإسلامي ظل شهر رمضان المبارك، مادة خصبة للقراءة والكتابة في آن واحد. ويرى عديد من المثقفين أن الشهر الكريم يشكل فرصة متجددة لتقوية العلاقة بين الإنسان عامة والكاتب خصوصا بمجتمعه ومكوناته الروحية والفكرية. وعلى الرغم من تراجع اهتمام المؤسسات الثقافية بالنشاط المنبري خلال هذا الشهر إلا أن بعضها بقي وفيا لبعض المناشط الموسمية التي يقيمها. ويبرز في هذا السياق ناديا جدةوحائل الأدبيان اللذان يقيمان ندوات وحوارات ثقافية تتم طوال ليالي الشهر الكريم. ففي جدة يعتزم النادي الأدبي إقامة عدد من الندوات واللقاءات الثقافية التي تدور في فلك الشهر الكريم وكذلك عيد الفطر السعيد. ويوضح المتحدث باسم النادي الدكتور عبدالإله جدع، أن النادي يدرك جيدا خصوصية شهر رمضان، لذلك فقد حرص النادي على برمجة عدد من المناشط الثقافية خلال هذا الشهر. وفي حائل يعقد النادي الأدبي الثقافي خلال شهر رمضان المبارك ضمن مقهاه الثقافي الرمضاني حوارات ثقافية يشارك فيها مجموعة من مثقفي المنطقة. ويقول رئيس مجلس إدارة النادي، الدكتور نايف المهيلب، إن إقامة مثل هذه النشاطات في شهر رمضان يساهم في ملء لياليه بالغذاء الروحي والفكري الذي يتلاءم وخصوصية هذه الأيام المباركة. ويوجه المهيلب الدعوة لمثقفي المنطقة للمشاركة في هذه الحوارات. ويرى الناقد والروائي عبدالله الحارثي أنه بعد شهور طويلة من العمل الثقافي والإبداع والكتابة فإن شهر رمضان يأتي ليعطي المبدع فرصة متجددة للغذاء الروحي والفكري والتأمل. ويقول الحارثي إن ساعات الليل في الشهر الكريم تمنح المبدع وقتا مثاليا للكتابة والقراءة المحفزة. وهو يشير إلى أنه شخصيا يميل إلى قراءة الكتب الفكرية والتاريخية والإسلامية على العموم.