نحتفل كل عام بمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة واحتفال هذا العام هو الثاني والثلاثون لهذا المهرجان الأصيل الذي ننتظره كل عام ونسعد بما يحمله إلينا من ثقافة وتراث وتاريخ وأصالة نفتخر بها جميعاً. إن هذا المهرجان يعتبر حدثاً تاريخياً هاماً يجمع الماضي بكل مقوماته ويؤجج الحاضر بكل سماته الحضارية ويكتب الوثيقة المعاصرة لحضارة الأجيال الحاضرة ويرسم المستقبل وفق معايير ثابتة وواضحة ومنهج أكاديمي ويربط الماضي التليد بالحاضر المجيد، ولعل الندوات والمحاضرات التي تقدم على هامش المهرجان أكبر دليل على ذلك . إن هذا المهرجان نافذة يطل منها الآخرون على تراث المملكة ومظاهر نهضتها، فهو يعتبر رسالة واضحة يمكن من خلالها اطلاع العالم الخارجي بما نقدمه من تميز ومن نهج فريد في حياتنا الماضية والحاضرة ،انه بحق يمثل مصدرا لحياة الانسان السعودي وإبداعاته وعطائه الإنساني ، لقد حقق المهرجان الوطني أهدافاً سامية لما يقوم به من تجدد ومواكبة لما يطرأ على الساحة من أحداث وكذلك الحفاظ على التراث الشعبي الذي نفتخر به، كما أنه مكن أجيالنا الحاضرة من الاطلاع على موروثنا الثقافي والحضاري المتنوع ونجح أيضاً في تحقيق التواصل بين ذكريات الأمس وأمجاد اليوم وجعل الإنسان يعيش لحظة انبهار بالماضي التليد والحاضر المجيد فهو يكون عناقاً حاراً بين عمق الماضي البعيد وما يحمله من مشاعر نبيلة تجعل الإنسان يتعرف على الأصالة والتاريخ والتراث وبين الحاضر المشرق البديع انه بحق يشبه المتحف النابض بما يحمله من هوية الأمة وذاكرة الوطن وتاريخ الإنسان، إن هذا المهرجان يقدم لنا ملحمة من الأصالة العربية العريقة والفروسية التي كان يتمتع بها الإنسان العربي بأخلاقه الكريمة وشيمه الأصيلة وسجاياه الحميدة. ان هذا المهرجان مفخرة لهذا الوطن المعطاء حيث يعيش وطننا حركة ثقافية وتراثية بوجود هذا المهرجان على أراضيه. يحق للمواطنين السعوديين أن يفخروا بهذا المهرجان والتواصل معه والاستفادة منه بما يحمله لنا من تراث ناصع وثقافة حضارية يبرز للأجيال الحاضرة ما تملكه بلادنا من حضارة شامخة وعظيمة يجب أن نعرف بها داخلياً وخارجياً، عن طريق هذا المهرجان الرائع، انها دعوة للجميع للاستفادة منه، وانني بهذه المناسبة أتمنى من الجميع زيارة هذا المهرجان والتعرف على ماضينا المجيد وما يحمله من بطولات وأمجاد التي كونها آباؤنا وأجدادنا وما أحوج شباب هذا البلد للاطلاع على هذا الحدث المهم والتظاهرة الثقافية والحضارية المهمة من تاريخ أمتنا وأمجادها. Your browser does not support the video tag.