لو أن أحداً زار زاوية الرياضة في منزل نبيه بري فسيجد فيما أظن لبادة معلقة في السقف يستخدمها الملاكمون عادة في التدريب ويستخدمها بعض الغاضبين ليهدئوا مشاعرهم، وسيرى الزائر في تلك اللبادة ثلاث صور، لنظام إيران، ولحزب الله، والثالثة لحسن نصر الله، والغرض أن يفش نبيه بري فيها غله كل ليلة حتى يستطيع أن ينام. نبيه بري شخصية سياسية فذة مثقف وذكي وله حضور وكارزما وتاريخ وكان في الإمكان أن يكون الزعيم الشيعي الأول في لبنان خلفاً لموسى الصدر الذي أضاعه جنون القذافي لكن إيران الخمينية دخلت على الخط وأزاحت نبيه وأمل من الطريق ونصبت حزب الله وحسن نصر الله وأكمل حزب الله ما نقص فحسم الأمر مع أمل ونبيه بالرصاص والدم وألزمهما بالمشي جنب الحيط وعلى العجين وما يلخبطوش. زعيم أمل كان لديه أمل في أن يستعيد مكانته أو على الأقل يحصل التوازن عندما كان نفوذ النظام السوري في لبنان أقوى من نفوذ إيران أما الآن كما يبدو فقد تبدد الأمل. لبنان الآن مثل نبيه بري يعلق لبادة في السقف فيها الصور الثلاث لكنه يختلف في أنه يوجه لها لكماته طيلة اليوم.. يفش غله ويعانق إيران مكرهاً مثل نبيه. نبيه نبيه بالفعل ولبنان لوحة جميلة لكن حتى النباهة تضيعها لعلعة الرصاص.