ابتلعت مرة أخرى الهزة الأرضية جزءاً من إيران وما بقي لنظام الملالي إلا الخذلان بسبب ترك شعبه تحت هكذا دمار نتيجة هذه الأحداث المميتة رغم 38 عاماً من حكمه عليهم. وما زالت سلطات النظام تقول كالمعتاد في هكذا أوضاع: "يجب أن نفكر في حل بصورة جذرية".. لاشك أن هذا الجواب ليس إلا خداعاً للناس وفي نفس الوقت استهزاءً بمطالب الأهالي المنكوبين والمصابين بفقدان فلذات أكبادهم وتشريدهم ولا مغيث لهم. وقال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني عبدالرحمن مهابادي: في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من مصيبة الزلزال في غرب إيران، يدخل الملا حسن روحاني رئيس جمهورية الملالي المحتال ويهزّ بكلامه قلوب المنكوبين بشدة أكثر من الهزة الأصلية حيث قدر جهود الجيش وحرس النظام والباسيج في إغاثة الأهالي المنكوبين زوراً، وقال روحاني أيضاً "على المواطنين أن يعيدوا بناء منازلهم أنفسهم بفروض حكومية". وأضاف مهابادي أن المنكوبين يباتون في العراء في البرد القارس (تصل درجة الحرارة إلى الصفر)، مشيراً إلى أن الضحايا جميعهم في الشرائح الفقيرة في المجتمع فلن تشاهد حتى فرداً واحداً من المحسوبين على نظام الملالي أو أقرباء السلطات ضمن ضحايا الزلزال. وفي خضم هذا الدمار والخراب وصرخات المنكوبين، نرى روحاني وسائر الملالي والوزراء يتهافتون على هذه المنطقة ليلتقطوا صوراً لأنفسهم هناك، وعندما نرى القوات المسلحة من حرس النظام ووحدات مكافحة الشغب والعناصر الوزارية سنقرأ بدقة معاناة هؤلاء الناس ونبذهم لهذا النظام المعزول عن الشعب تماماً. وأردف مهابادي أن النظام لم يكتف بهذا وحسب بل منع المتطوعين من إغاثة المنكوبين ويحاول منع الصحفيين الأجانب من الوصول لهذه المنطقة لتغطية فضائحه عن أنظار العالم من جهة ومنع المنكوبين من تشكيل أي تجمع احتجاجي لإبداء غضبهم وكراهيتهم للنظام والمطالبة بإسقاطه. بدورها، ذكرت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن القوات القمعية منعت وصول المساعدات الشعبية وسرقتها بحجة أن هذه المساعدات يجب أن توزع عن طريق الهلال الأحمر، ولو لم يسرقها النظام لكانت مشكلة المنكوبين محلولة، وكتبت وكالة الصحافة الفرنسية: "في المناطق الريفية التي تبعد 10 كلم عن سربل ذهاب حيث كان فريق الوكالة يعبرها، فإن معظم المساعدات التي وزعت على الناس الأربعاء كانت من قبل المواطنين". واستطردت أمانة المجلس أن تصريحات عضو مجلس شورى النظام أحمد صفري، وزير الداخلية رحماني فضلي، جاءت كاعترافات صارخة تحكي حقيقة معاناة المواطنين الشيء الوحيد الذي لا يهم القادة المجرمين. وقال صفري بعد 72 ساعة من الزلزال عقب زيارته إلى (سربل ذهاب، وقصر شيرين، وثلاث بابا جاني): أكثر من ألف شخص لقوا حتفهم، مررت على قرية قال الأهالي لي إنهم دفنوا 20 شخصاً في اليوم الأول.. هؤلاء الناس لا يُحسبون ضمن عدد القتلى، فيما قتل 70 شخصاً في زقاق في سربل ذهاب، وأكثر من 250 شخصاً في مشروع مهر السكني، وبعد أيام من الزلزال يعاني الناس من الجوع، والمساعدات لم تصل لبعض القرى.. قرية قلمة ذهاب التي يقطن فيها 80 عائلة لم تصل إليها بعد أي مساعدة، وكذلك قرية بيامة عليا، ولعل 10 % من القرى وزعت عليها الخيام، هناك قرى دمرت بنسبة 90 %، والإذاعة والتلفزيون تغطي الوضع كما لو كان كل شيء على ما يرام". فيما أفاد وزير الداخلية رحماني فضلي أن أولويتهم كانت "الأمن والأمان"، وأن الأوضاع لم تكن مناسبة من حيث التنظيم وتوزيع المواد ومن حيث المخزون، وكان هناك انقطاعاً في الكهرباء والمياه والغاز وبطبيعة الحال لم تكن المخابز قادرة على العمل. آلاف المنكوبين في الشوارع بلا مأوى يرتعشون من شدة البرد، حلمهم الحصول على خيمة وبطانية وجهاز تدفئة. المنكوبون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء أزلام الملالي يلتقطون صوراً على أنقاض منازل الفقراء