اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الزلزال الذي ضرب بلاده أخيراً «امتحاناً إلهياً»، و «درساً يجب أخذ العبر منه»، وشكا «فساداً» بعد انهيار مبانٍ شيدتها الحكومة، داعياً الى محاسبة «المقصّرين». وبعد أيام على الزلزال الذي ضرب الحدود الإيرانية- العراقية الأحد الماضي، وكان بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر، موقعاً 530 قتيلاً وحوالى 9500 جريح، ما زال كثيرون من الناجين ينتظرون مساعدات يحتاجون اليها في شكل ملح، لا سيّما الغذاء والدواء والمأوى. وانتشرت صورة بين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مبنى في سربل ذهاب في محافظة كرمانشاه المحاذية للعراق، عليه آثار دمار ضئيل نسبياً، الى جانب مبنى آخر شيدته الحكومة تعرّض لدمار هائل. وقال روحاني: «عندما يصمد منزل شيّده مواطنون وينهار مبنى أمامه شيّدته الحكومة، فهذا دليل على فساد». وأضاف خلال جلسة للحكومة: «واضح أن في عقود البناء فساداً». وأشار إلى «ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المقصرين في تشييد المساكن والمرافق العامة في مناطق الزلزال، ومحاسبة المسؤولين عن كل خطأ». وتحدث عن «امتحان إلهي» و «درس يجب أخذ العبر منه»، مؤكداً أن «الحكومة ستتخذ الإجراءات والقرارات اللازمة لتقديم مساعدات لمحافظة كرمانشاه». ودعا مواطنيه الى «الامتناع عن الإصغاء الى إشاعات»، وشكر «القوات المسلحة الإيرانية على جهودها». وصادقت الحكومة على إجراءات، بينها قروض من دون فوائد وهبات الى العائلات التي تضررت منازلها. وعرض وزير الداخلية عبدالرضا رحماني فضلي أمام النواب لائحة بمبادرات الحكومة في المناطق المنكوبة، قائلاً: «أرسلنا 36 ألف خيمة وسنرسل 10 آلاف أخرى، لتتمكن كل العائلات التي تخشى الهزات الارتدادية، من النوم بأمان خارج منازلها». وشدد على «عدم وجود مشكلة على صعيد الأمن» في المناطق المنكوبة، لكنّ سكاناً شكوا من حصول سرقات أو قيام غرباء عن المنطقة بالاستيلاء على جزء من المساعدات المخصصة لهم. وشُيّدت منازل انهارت في الزلزال، في إطار مشروع «مهر» للإسكان بأسعار مخفضة، خلال عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن القضاء أوقف «مقاولين مسؤولين عن تشييد مستشفيات كرمانشاه التي هُدمت في شكل كامل، من دون أي مقاومة لزلزال كما كان مقرراً في خطة البناء». وقال محمد حسين صديقي، المدعي العام في كرمانشاه، إن السلطات ستحقق في مدى جودة المباني الجديدة المتضررة، مؤكداً انها «ستوجّه اتهامات إلى أي شخص يثبت تقصيره». وأضاف: «إذا كانت هناك أي مشكلات في البناء، فتجب محاسبة المهملين عن أفعالهم». وشكا سكان في منطقة الزلزال من بطء الحكومة وعدم كفاءة إجراءاتها في مواجهة الكارثة، وتحدثوا عن معاناتهم للحصول على غذاء وماء ومأوى. وفي قرى كويك التي تبعد نحو 15 كيلومتراً شمال سربل ذهاب، كانت غالبية المساعدات التي وُزعت على السكان بمبادرات فردية. فباستثناء موكب من نحو 20 سيارة إسعاف أحضرت أدوية، وتوزيع الهلال الأحمر خيماً، تأتي المساعدات، من ماء وأغذية وبطانيات عبر مدنيين أتوا في سياراتهم، بعضهم من كردستان التي تبعد 100 كيلومتر. وسط ركام في قرى يسكنها مربو مواشٍ وفلاحون، ودُمرت بنسبة 50 في المئة، يعرب السكان عن خوف من انتشار أوبئة بسبب جيف الحيوانات التي ما زالت تحت الأنقاض. على صعيد آخر، أفادت وكالة «مهر» بأن خبراء في مراكز الدراسات الاستخباراتية ومعهد الدراسات الفضائية والصناعات الإلكترونية في إيران، يدرسون جدوى المضي بمشروع إحداث منظومة لأقمار اصطناعية استخباراتية، اقتصادياً وتقنياً.