خوفا من رد الفعل الاقليمي والدولي أصدرت النيابة العامة الإيرانية قرارا بإيقاف عمل صحيفة 'كيهان' المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لمدة يومين فقط، وذلك لأنها كشفت وجهة صواريخ ميليشيات الحوثيين. وكانت الصحيفة قد ذكرت في عددها الصادر الاثنين، أن الأهداف التالية لصواريخ الحوثيين ستكون بضرب مناطق أخرى في السعودية ودول الخليج، وذلك عقب يومين من اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخا أطلقته هذه الميليشيات على مطار الرياض، السبت الماضي. وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية 'إرنا' أن قرار توقيف 'كيهان' لمدة يومين، جاء على ضوء الشكاوى ضدها بشأن انتهاك الصحيفة للسياسات المبدئية الإيرانية إزاء المصالح والأمن القومي. وأضافت أنه عقب الهجوم الصاروخي الذي شنته الميليشيات على مطار الرياض، أصدرت اللجنة الرقابية للصحف في إيران إخطارا إلى الصحيفة يشير إلى أن عنوان تغطيتها للخبر 'يتعارض مع مصالح والأمن القومي للبلاد'. وكانت الصحيفة قد حددت وجهة صواريخ الميليشيات والانقلابيين في اليمن، وشددت على أن حلفاء إيران 'سيضربون أية نقطة يشاؤون ومن ضمنها دبي' -حسب زعمها- وتستمر التصريحات الإيرانية المؤيدة لإطلاق ميليشيات الحوثي الصواريخ على السعودية، حيث برر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء، تلك الهجمات بأنها 'رد فعل' ضد السعودية. هذا بينما تتواصل الإدانات العربية والدولية لإطلاق الميليشيات الانقلابية في اليمن صاروخاً إيرانياً على الرياض، حيث قال البيت الأبيض، في بيان في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، زيارة للعاصمة الصينية، إن هجمات الحوثيين الصاروخية على المملكة العربية السعودية، والتي يتيح الحرس الثوري بإيران تنفيذها، تهدد الأمن الإقليمي، وتقوض مساعي الأممالمتحدة للتفاوض على نهاية للصراع'. ويستمر المسؤولون الإيرانيون بإعلانهم الدعم للميليشيات الحوثية والانقلابيين، حيث كشف رجل الدين الإيراني المتشدد مهدي طائب بوضوح في كلمته التي بثها موقع '75' المقرب من المتشددين في إيران، والذي نشرته عنه 'العربية.نت' في أبريل/نيسان الماضي، أن 'تزويد إيران للحوثيين بالصورايخ تم على مراحل بواسطة الحرس الثوري ودعم وإسناد البحرية التابعة للجيش الإيراني'. من جانب آخر وجه متقاعدون وتربويون قدامى في إيران دعوة لعقد تجمع احتجاجي يوم الاثنين 13 نوفمبر في الساعة 10 صباحا أمام مكتب روحاني للإعتراض على عدم احترام حكام طهران وتقاعسهم وعدم تلبية لمطالبهم وقرروا اطلاق شعار: لا نقف عن النشاط مالم يتم تحقيق حقوقنا. وكانت التظاهرات المتصاعدة قد زادت وتيرتها في إيران خلال اليومين الأخيرين والتي يشير مراقبون إلى أنها مازالت متصاعدة رغم التكتم المطبق الذي يبديه النظام، في طهران فاسحة المجال لتصاعد الحناجر المعبّرة عن مقتها لهذا النظام الذي لم يعد يحتمل. وكشفت المعارضة الإيرانية بالخارج عن تظاهر أكثر من ألفي شخص أمام مجلس شورى النظام في إيران مطالبين بأموالهم المنهوبة من قبل المؤسسات التابعة لقوات الحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي والسلطة القضائية ومؤسسات أخرى تابعة للحكومة. واستنادا إلى بيان أورده موقع منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة الإيرانية فقد انهالت عناصر قوى الأمن الداخلي على المتظاهرين بالضرب المبرح بشكل همجي مستخدمة الهراوات وحاولت فضّ التظاهرة التي كان للنساء دور نشيط وفعّال فيها غير أن هذه القوات واجهت مقاومة المتظاهرين. وأوضحت المعارضة أن قوات الأمن حاولت تطويق المتظاهرين لكي لا تسمح لهم بالخروج من المنطقة المحاصرة، غير أنهم كسروا طوق الحصار منطلقين نحو ساحة بهارستان، حيث شورى النظام، وأدخلت القوات وحداتها الآلية في محاولة لفرض سيطرتها على جموع المتظاهرين، غير أن المواطنين قاموا برشقها بالحجارة وواصلوا طريقهم، فيما انضم عدد كبير من المواطنين إلى صفوف المتظاهرين، على حد تعبير البيان. وتصاعد توتر الاحتجاجات باحتشاد عمال شركة خليج فارس للنقل أمام وزارة العمل بطهران للاحتجاج على عملية الخصخصة وعدم دفع مستحقاتهم من الأجور. وقال العمال "إننا في الدرجة الأولى نطالب بعودة شروط العمل إلى ما كانت عليه سابقا وفي الدرجة الثانية نطالب بعدم الإخلال في دفع مستحقاتنا من الأجور". وحيّت المعارضة مريم رجوي المتظاهرين، مؤكدة أن "الشعارات الجريئة التي رفعت في التظاهرة تمثل نموذجا لمطلب العموم لإسقاط نظام ولاية الفقيه". ونوّهت رجوي بهتافات المواطنين الذين ردّدوا "أصبحت السرقة قانونا في هذا النظام"، وأضافت أن السرقة القانونية والقتل المشرعن وعمليات إثارة الحروب تشكل ركائز لهذه الحكومة البالية، وأن بيت "ولاية الفقيه" وشخص خامنئي يمسكان برأس الخيوط لكل أعمال الفساد، وطالما هذا النظام قائم على السلطة فلا نهاية للسرقات النجومية ولا الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي الكارثي. وفي محاولة منه لملمة الموقف خاطب الرئيس الإيراني حسن روحاني الشعب الإيراني، وبدا موقفه محذرا من انهيار نظام الحكم في ولاية الفقيه. وقال روحاني "الموضوع الأول هو الثقة بين الشعب والحكم. لا تسمحوا بأن تتعرض الثقة للمساس". كما حذّر روحاني من الانقسامات بين المسؤولين في إيران، قائلا "يجب ألا نعتقد أن التعرض لجانب من النظام السياسي سيعزز فرعا آخر، على العكس فكل نظام الحكم سينهار عندها".