توافد مئات من أبناء الجالية الإيرانية المقيمة في الولاياتالمتحدة الأميركية صباح أمس، إلى المنطقة المحيطة بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، تعبيراً عن سخطهم من الجرائم التي يرتكبها النظام الإيراني. وحمل المتظاهرون لافتات تفضح ممارسات النظام، مثل عمليات الإعدام والسجون، كما شملت التظاهرة نماذج لسجون تم تصميمها لهذه المناسبة، ورافق ذلك معرض تفصيلي نقل الحال المروعة لحقوق الإنسان في إيران، وتم رفع اللافتات وسط هتافات تطالب بإسقاط النظام الايراني ومحاكمته، ولوحظ مع المتظاهرين لافتات تحمل صور الملك سلمان وصور ولي العهد وعلم المملكة. وتحدث متظاهرون إلى «الحياة» عن مأساتهم مع النظام والتنكيل الذي يمارسه في حق السنة والشيعة، والجرائم التي يرتكبها، سواء في الداخل الإيراني أم في سورية واليمن، التظاهرة أطلقتها منظمة المجتمع الإيراني الأميركي التي تسعى إلى نشر الديمقراطية وضمان عدم تنفيذ البرامج النووية المؤذية، وتدعم المنظمة عدداً من المطالب المدنية التي يعاني الواقع الإيراني من القصور الشديد فيها، مثل احترام حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، وحرية الدين والمعتقد، والعدالة الاقتصادية، وتعزيز الأمن القومي في أميركا وإيران من تحرشات الحكومة الإيرانية الحالية، وتسعى المنظمة إلى تسويق الأخلاقيات العالية لضمان تحقيق الأمن في كل الدول. آلاف الأميركيين من أصل إيراني انضموا إلى التجمع الكبير خارج مقر الأممالمتحدة في نيويورك أمس الثلثاء، لإدانة الزيارة المرتقبة لرئيس النظام الإيراني حسن روحاني إلى الأممالمتحدة في نيويورك، ودعت المظاهرات إلى وقف تنفيذ أحكام الإعدام في إيران، مطالبة بمحاكمة مرتكبي جرائم القتل في إيران. يأتي ذلك في ظل استمرار الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان داخل إيران، إذ تم إعدام أكثر من 2700 في إيران خلال فترة روحاني، بما في ذلك عشرات من المعارضين والنساء والقاصرين، والأقليات العرقية والدينية. يتزامن ذلك مع الذكرى السنوية لمذبحة 30 ألف سجين سياسي في إيران عام 1988، إذ اتضحت أدلة جديدة تكشف عن تورط قادة النظام، بمن فيهم الرئيس الحالي روحاني، بوصفه أحد المشاركين. وشارك من بين المتحدثين في المظاهرة جو ليبرمان، السيناتور السابق من ولاية كونيتيكت، والقس سعيد عابديني، الذي خرج أخيراً من السجن في إيران، والسير جيفري روبرتسون، رئيس المحكمة الخاصة لسيراليون في الأممالمتحدة. التظاهرة تأتي بالتزامن مع توافد رؤساء وقادة العالم إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتستعرض عدداً من المآسي التي شاركت حكومة طهران في خلقها، عبر دفع الميليشيات والأموال التي تسببت في كثير من المآسي والضحايا، وهي امتداد للحنق المتزايد من سلوك إيران العدواني بالمنطقة في سبيل تمدد مشروعها الإمبراطوري وتحقيق أحلامها التوسعية الغاشمة، وتكرار لتظاهرات الأحوازيين في كل مناسبة متاحة للتعبير عن موقفهم ضد سلوك إيران المشين في مناطق الوجود الأحوازي الذي يشتكي ضيم حكومة طهران ومظالمها المتكررة. وكانت مظاهرات خرجت في وقت سابق من كربلاء تردد هتافات ضد ما سماه المشاركون التدخل الإيراني في العراق وضد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وشدد المتظاهرون على ضرورة أن يتوحد العراقيون بمختلف مكوناتهم لمواجهة الأزمات التي تجابه بلادهم. فضلاً عن التظاهرة الأبرز للمعارضة الإيرانية، التي انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس السبت في التاسع من تموز (يوليو)، بمشاركة أكثر من 100 ألف من أبناء الجاليات الإيرانية المنتشرة في مختلف دول العالم. ودعت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، في كلمة لها خلال افتتاح المؤتمر، إلى «إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران»، معتبرة أن «الاتفاق النووي زاد في جرائم طهران بالمنطقة». واتهمت رجوي طهران بارتكاب جرائم في سورية والعراق للتغطية على فشلها، قائلة: «النظام الإيراني شن قصفاً صاروخياً على معسكر ليبيرتي في بغداد، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا». وافتتح المؤتمر بمشاركة كبار الشخصيات الأميركية والأوروبية والعربية، وغيرها من قارات العالم الخمس.