قبل خمسة أشهر تقريباً من الآن، خرج مندوب خامنئي في صحيفة كيهان حسين شريعتمداري يدعو إلى «الإعدامات الثورية» ضد شخصيات اجتماعية وحكومية سعودية حول العالم، وطالب الحرس الثوري بتبني هذا التوجه ضد السعوديين الموجودين في أميركا وأوروبا لأسباب مختلفة. اليوم نحن أمام وثائق قضائية تشير إلى إحباط السلطات الأميركية مؤامرة إيرانية لتفجير سفارة السعودية في واشنطن، واغتيال السفير السعودي لدى الولاياتالمتحدة عادل جبير. ترى هل يحق أن نتساءل عن علاقة دعوة شريعتمداري مع كشف المخطط الإرهابي؟ بطبيعة الحال رفضت إيران تلك الأنباء على لسان الناطق باسم خارجيتها رامين مهما نبرست، الذي قال إن بلاده تستند على الأخلاق والقيم، وإن علاقتها مع السعودية مبنية على أساس الاحترام المتبادل، «ومثل هذه المؤامرات لن تؤثر أبداً في العلاقة بين إيران والسعودية»! شخصياً أود تصديق أن إيران تستند على الأخلاق والقيم مثلما قال نبرست، فما هو واضح أنهم أبعد ما يكون عن هاتين الصفتين، أما حديثه أن علاقة بلاده مع السعودية تقوم على أساس الاحترام المتبادل، فأقول «أسمع كلامك أصدقك أشوف أفعالك استعجب»، وأتساءل ترى كيف سيكون التعامل لو لم تكن إيران تحترم علاقتها بالسعودية طالما أن هذا هو احترامهم؟ ما بين تصريحات شريعتمداري وتصريحات نبرست أكثر من خمسة أشهر كانت حافلة بكل أسلوب سوقي وجد على هذه البسيطة مارسته طهران ضد السعودية، لم تترك أية فرصة للإساءة، ووظفت إعلامها لترويج الأكاذيب وتسويقها، وأيضاً وظفت طاقاتها كافة للنيل من وحدة وسلامة وامن هذه البلاد، ويخرج علينا من يقول ان العلاقة مع إيران هي علاقة احترام متبادل، ترى هل هناك تدليس أكثر من ذلك؟ لا اعتقد بل إنني أكيد من أن التخبط الإيراني سيتواصل، وان طهران تسير نحو الهاوية بسرعة اكبر مما تصورنا، فمندوب خامنئي في صحيفة كيهان عندما أطلق دعوته لإحياء «الإعدامات الثورية» لم يستيقظ من نومه فجأة ليطلق هذه الدعوة، وما جرى بعد ذلك يؤكد انه ليس أطراف في طهران متورطة فقط، بل النظام الإيراني قد يكون متورطاً أكثر مما يبدو، وكما هو معلوم أن دعوة شريعتمداري أطلقت على خلفية استدعاء قوات درع الجزيرة من مملكة البحرين لاستعادة الأمن على أراضيها بعد أن استيقظت على مخطط انقلابي بدءاً بالدعوة لتعزيز المشاركة الوطنية ما لبث أن تكشفت أنيابه. كان من الممكن لكل شيء أن يسير وفق المخطط الإيراني الذي ما زالت تنفيه طهران، لكن الهستيريا التي ما زالت تعاني منها جراء التدخل الخليجي تأتي على خلفية أن ذلك التدخل كان تفصله عن إعلان الجمهورية الإسلامية في البحرين ساعات فقط، إذ كان المخطط الإيراني يقضي بتوجه فريق من المتظاهرين الذين سيطروا على العاصمة المنامة في شكل كامل إلى مبنى التلفزيون وفريق آخر إلى قصر الحكم وإعلان قيام الجمهورية الإسلامية، وطلب العون من طهران، فيما كانت قوات إيرانية محمولة جواً جاهزة للانطلاق إلى المنامة لدعم الثورة الإسلامية المزعومة. أمام تلك الإخفاقات الإيرانية، فكان رموز طهران يحتقنون كل يوم أكثر مما سبقه فالحلم بفرسنة البحرين كان قاب قوسين أو أدنى لولا التدخل الخليجي الذي وقف العالم أمامه مذهولاً شأنه شأن نظام طهران، بيد أن الصورة اتضحت وانكشف المخطط الفارسي، لذلك ما زال أبواق النظام الإيراني ممن يدعون أنفسهم بالمعارضة البحرينية والمدعومين والمعتمدين يسعون لتأليب الرأي العام ضد السعودية ويروجون احتلالها البحرين بهدف طائفي لإثارة الفوضى هناك، ونتيجة الاحتقان الإيراني المتزايد الذي يتضح شيئاً فشيئاً علينا أن نتوقع أكثر من مخطط عملية اغتيال، وأيضاً أن نتهيأ لسيناريوهات محتملة من هجمة إعلامية شرسة واستهداف لهذه البلاد لتكشف المزيد عن قبح وجه السلطة هناك. المخطط الإيراني طموحه يتجاوز قدراته بكثير، واليوم بات مكشوفاً أمام الجميع بعد أن خابت مساعيه على أكثر من جبهة، والسعودية اليوم مطالبة بالرد بحزم على رعونة خامنئي ومن خلفه وفضح مخططاتهم والتصدي لها، طبعاً أقول قولي هذا في ظل الاحترام المتبادل مع طهران! * كاتب سعودي من أسرة «الحياة». [email protected] Twitter | @Saud_alrayes