دان البيت الأبيض الهجمات الصاروخية التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران على السعودية، مؤكداً أنها تهدد الأمن الإقليمي وتقوّض الجهود الرامية إلى وقف الصراع، وقال في بيانه الصحافي أمس «إن هجمات الحوثيين الصاروخية على المملكة العربية السعودية، التي يتيح الحرس الثوري الإسلامي الإيراني تنفيذها، تهدد الأمن الإقليمي وتقوض مساعي الأممالمتحدة للتفاوض على نهاية للصراع». وأضاف: «هذه الأنظمة الصاروخية لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع، ونحن ندعو الأممالمتحدة إلى إجراء فحص دقيق للأدلة على أن النظام الإيراني يطيل أمد الحرب في اليمن، من أجل المضي في طموحاته الإقليمية». وأكد البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل العمل مع شركاء آخرين للرد على مثل هذه الهجمات «وفضح الأنشطة الإيرانية المزعزعة استقرار المنطقة»، فيما نفت طهران أنها وراء إطلاق الصاروخ على الرياض. وبحث ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، المستجدات والتطورات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها، خلال لقائه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض أمس. بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، إنها تتعامل بجدية مع اتهامات الولاياتالمتحدةإيران بانتهاك قرارين لمجلس الأمن الدولي، فيما حضت طهران على الإذعان لجميع التزاماتها الدولية. وقال المتحدث باسم وكيل وزارة الخارجية الفرنسية ألكسندر جورجيني للصحافيين: «نأخذ هذه الإشارات الأميركية على محمل الجد، ونولي أهمية قصوى لامتثال إيران لجميع التزاماتها الدولية، بما يشمل حظر نقل الأسلحة الذي جاء في قراري مجلس الأمن الدولي 2216 و2231». وتوقع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن يشكل اجتماعه مع نظيره الإيراني في طهران التي سيزورها في وقت لاحق الشهر الجاري «تحدّياً». ومن المقرر أن يبحث لودريان في زيارته برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني الذي تقول باريس إنه يتعارض مع قرارات مجلس الأمن، وكذلك تحركات طهران الإقليمية. وبرّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجمات الصاروخية التي تشنها ميليشيات الحوثي من اليمن على السعودية، مشيراً إلى أنها رد فعل. وقال إن دولاً كبرى لم تتمكن من المساس بإيران لقوّتها ومكانتها، وفق تعبيره. في ذات السياق، أعلنت جامعة الدول العربية تضامنها مع السعودية ضد أي تهديدات خارجية تستهدفها وتستهدف أمنها. واستنكر الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، ما وصفه ب «حال التصعيد غير المسبوق، التي تمارس ضد السعودية من إيران»، مؤكداً أن الواجب العربي يحتّم التضامن مع السعودية وهي تواجه تلك التهديدات الخطرة لأمنها. وقال في بيان صحافي أمس إن «التدخلات موضع رفض عربي، وتعكس رغبة في إشاعة التوتر والاضطراب من أجل ممارسة الهيمنة على الآخرين، وهذا أمرٌ مستهجن، ولن يقبل به أحد». ووصف توسيع دائرة الصراع في اليمن بالأمر المؤسف، «تقف وراءه أطرافٌ معروفة، تستهدف ليس فقط استمرار مواجهة قائمة في اليمن من دون أفق لنهايتها، بل إشعال الأوضاع في المنطقة كلها». وفي طهران، أصدرت النيابة العامة الإيرانية قراراً بإيقاف صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مدة يومين، بعد أن كشفت وجهة صواريخ ميليشيات الحوثيين. وكانت الصحيفة ذكرت في عددها يوم الإثنين الماضي أن الأهداف التالية لصواريخ الحوثيين ستكون ضرب مناطق أخرى في السعودية ودول الخليج العربي، وذلك عقب اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخاً أطلقته هذه الميليشيات على مطار الرياض السبت الماضي. وفي اليمن، أعلن مدير موانئ عدن محمد أمزربة أن حركة الملاحة البحرية في الموانئ عادت إلى طبيعتها بعد ثلاثة أيام من قرار تحالف دعم الشرعية غلق المنافذ اليمنية البحرية والجوية والبرية. وأوضح أن توجيهات صدرت من قيادة التحالف تقضي بالسماح لميناء عدن باستقبال السفن في مرافئه الثلاثة، باعتبار أنها تخضع لسيطرة الشرعية، وتحت الإشراف المباشر للتحالف والحكومة اليمنية. من جهة أخرى، أحكمت قوات الجيش الوطني أمس، سيطرتها على مواقع جديدة في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء. واشتدت المعارك بين قوات الجيش والميليشيات الانقلابية في منطقتي المجاوحة وبني فرج، في جبهة الميسرة بمديرية نهم. ولقي 11 عنصراً من قادة ميليشيات الحوثي وصالح أمس، مصرعهم خلال معارك في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء. وأكد الموقع الإلكتروني التابع للجيش اليمني «سبتمبر.نت» مقتل هؤلاء، وهم: علي زيد مهدي صالح قعشة، نبيل حسين محمد الكبسي، عدنان محمد أحمد زبارة، أحمد المتوكل، محمد الأسدي، محمد علي محمد المكنى (أبو بتول)، ياسر عبده الناهمي، محسن أحمد سراج، وضاح حامد القرقري، وليد قايد الحرازي، محمد علي محمد الحضرمي. وفي صنعاء، توقفت حركة النقل العام وسيارات الأجرة، بعد إقدام الحوثيين بقوة السلاح على إغلاق معظم محطات الوقود، عقب إعلان دول التحالف العربي إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية موقتاً، من أجل مراجعة إجراءات التفتيش ومراقبة تهريب الأسلحة إلى الميليشيات. وأدى الإجراء إلى وضع اقتصادي صعب في صنعاء جراء ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وتوقف صرف الرواتب لأكثر من عام، فضلاً عن انعدام الخدمات وإغلاق المدارس الحكومية.