على النقيض تماماً من تصريحات وزير الدفاع القطري أثناء مقابلة معه في قناة الجزيرة قبل أيام، التي أكد فيها أن القوات القطرية لم تطأ محافظة مأرب، كانت قناة الجزيرة نفسها - الذراع الإعلامي لقطر قد نشرت تقريراً مصوراً العام الماضي عن تحرك قوات قطرية إلى مأرب قادمة من منفذ الوديعة. وأراد وزير الدفاع القطري خالد العطية من تصريحاته هذه "تكذيب" ما طرحه وزير الخارجية البحريني حول تورط قطر في إعطاء احداثيات للانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح عن تواجد قوات التحالف العربي في مأرب، غير أن قناة الجزيرة ومن خلال تقرير سابق لها قبل قرار الدول الأربع بمقاطعة قطر، تكذب العطية وتؤكد تحرك قوات قطرية إلى مأرب. فالعطية أنكر دخول قوات قطرية إلى مأرب، وأكد أن مهمة قطر كانت محددة في حماية سبع نقاط على الحدود السعودية - اليمنية فقط، لكن ذلك يتنافى تماما مع ما نشرته قناة الجزيرة العام الماضي. وذكرت قناة الجزيرة في تقريرها "إن القوات القطرية في طريقها إلى مأرب عبر منفذ الوديعة الحدودي، معززة بعتاد ثقيل "ومنظومة اتصالات متطورة" إضافة إلى عدد من الصواريخ الدفاعية والمدرعات وراجمات الصواريخ ضمن مهمتها في إطار قوات التحالف العربي بقيادة المملكة بحسب تقرير الجزيرة التي تعيد نشره "الرياض". ويقول مراقبون إن تناقضات الدوحة فيما يخص دورها في التحالف العربي في اليمن، يثبت تورطها في اتجاه متعارض مع مصالح اليمن والخليج لصالح وكلاء إيران المحليين في اليمن، علاوة إلى أن تلك التناقضات تكشف طبيعة دور قطر لصالح عصابات الانقلاب وأذرع إيران وفي الضد من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. كما أن تناقض تصريحات وزير الدفاع القطري مع ما نشرته قناة الجزيرة سابقا بشأن تحرك قوات قطرية مزودة بأجهزة اتصالات متطورة إلى مأرب، يعزز من مصداقية اتهامات وزير الخارجية البحرينية حول تورط الدوحة في اعطاء احداثيات للانقلابيين بمراكز تواجد قوات التحالف العربي في مأرب، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 50 جنديا امارتيا وسعوديا وبحرينيا اثناء استهدافهم بصاروخ "سكود" أطلقته القوة الصاروخية التابعة لنجل المخلوع صالح على منطقة صافر بمحافظة مأرب في سبتمبر من العام 2015.