تضمنت أهداف رؤية المملكة 2030م عددا من المؤشرات الإحصائية والمعايير المستهدفة، الكثير منها جاء بطموحات وتطلعات مستقبلية رائعة إن وفق الله وتم تحقيقها، خاصة تلك المتعلقة بالقطاع الاقتصادي والتنموي، ولعل إحدى أهم هذه الأهداف هو ذلك الذي يخص وضع المرأة السعودية ومساهمتها في التنمية، حيث تم وضع هدف رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22٪ إلى 30٪ وهو هدف طموح جدا ومن المتوقع أن يشهد تحديا كبيرا لتحقيقه، والسبب في ذلك هو الارتفاع الكبير في بطالة النساء في المملكة، ففي الوقت الذي يشكلن فيه 49 ٪ من التعداد السكاني إلا أن معدل بطالتهن مرتفع جدا تصل إلى 34٪، والمعدل العام للبطالة يبلغ 12.1٪، لذلك فإن التحدي بأن تصل نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30٪ يحتاج إلى جهود أكبر، بالإضافة إلى ذلك من أهداف رؤية 2030م رفع نسبة النساء العاملات في القطاع الحكومي من 39٪ إلى 42٪ وزيادة توليهن المناصب القيادية من 1.27٪ إلى 5٪، كل هذه المؤشرات متفائلة وبإذن الله تتحقق على الرغم من المعوقات والتحديات التي تواجه النساء في الحصول على فرص عمل في السوق، وحتى منافستهن للعاملات الأجنبيات خاصة في قطاع الصحة ضعيفة وغير متوازنة لأسباب عديدة، المرأة وأهداف رؤية 2030 م لا بد أن تكون متوازنة ومتناسقة، فمن الصعوبة بمكان في ظل هذه المتغيرات والظروف أن نعطل طاقات النساء في المجتمع فهناك مجالات عديدة واعدة ومناسبة للمرأة بإمكانها القيام بها في حقول التعليم والصحة والإنتاج والتجارة وغيرها وألا تحتكر هذه الأعمال على حوالي 9 مليون أجنبي واجنبية يعملون في وظائف مناسبة للمرأة السعودية وهي عاطلة ولها من الحاجة للوظيفة الكثير اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، نحن على مشارف العام الأول على الرؤية وبرنامج التحول الوطني نتطلع بل نحتاج إلى معرفة ما هي بوادر تحقيق هذه الأهداف الطموحة وماهي تحدياتها وماهي معوقاتها إن حدثت لكي نضمن أهدافا وضعت لتتحقق ولتساهم المرأة في بناء التنمية والمجتمع في هذا الوطن الغالي والطموح.