اتهمت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور الاثنين أمام مجلس الأمن الدولي 12 ضابطاً سورياً رفيعاً بالاسم بأنهم أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين. وقالت باور "لن تدع الولاياتالمتحدة من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الاعمال يختبئون خلف واجهة نظام الرئيس بشار الاسد (...) يجب أن يعلموا أن انتهاكاتهم موثقة وأنهم سيحاسبون يوما". وأوضحت أن هؤلاء الضباط يقودون وحدات عسكرية قصفت أو شنت هجمات برية على أهداف مدنية، أو يقودون معتقلات للجيش السوري حيث يتم تعذيب معارضين على نحو منهجي. وأضافت أن هؤلاء الضباط يعتقدون أنهم في منأى من الملاحقة ولكن "كانت تلك أيضا حال سلوبودان ميلوشيفيتش وتشارلز تايلور والعديد من مجرمي الحرب الآخرين". وأقرت باور بأن بعض فصائل المعارضة السورية ترتكب بدورها فظائع، لكنها لم تحدد اسماءها. غير أن مساعد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فلاديمير سافرونكوف سأل باور "أين هي أسماء الارهابيين؟"، مضيفاً "يجب ألا نمارس النفاق" ومطالبا باور بأن "تكون محايدة". واعتبر أن هذه الاتهامات تنسف "قرينة البراءة"، لافتا إلى أن "هذا الأمر لا يمكن أن تقرره سوى آليات قانونية". وحاول السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري مرة أخرى تبرير الهجوم على حلب بالحاجة إلى محاربة نواة "دولة إرهابية"، في إشارة إلى مقاتلي داعش. وغادر سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا القاعة تعبيراً عن احتجاجهم عندما بدأ الجعفري بالكلام. وبين الأسماء التي ذكرتها باور اللواء أديب سلامة والعميد جودت مواس واللواء طاهر خليل واللواء جميل حسن واللواء رفيق شحادة اضافة الى خمسة قادة الوية وعقيدين. وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يعتقد أن التوصل الى حل دبلوماسي متعدد الأطراف في سوريا لا يزال ممكنا، إن "غياب المساعدة الإنسانية في حلب منذ أكثر من شهر هو أمر فظيع في وقت لا يزال القصف متواصلاً، لا بل يبدو أنه يتكثف". على صعيد اخر قال مسؤول بالأممالمتحدة يوم الاثنين إن نحو مليون سوري يعيشون تحت الحصار، أي نحو ضعف العدد قبل ستة أشهر، وسط استمرار الحرب الأهلية السورية. وقال ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أمام مجلس الأمن في نيويورك إن 974 ألف سوري يعيشون حاليا في مناطق تحت الحصار. وكان العدد قبل ستة أشهر قد استقر عند 487 ألفاً. ومنذ يوليو، وقع 275 ألف شخص إضافي تحت الحصار في شرقي حلب وحدها. وقال أوبراين: "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية".