كيف تطالب المواطن بأن يشارك في تنفيذ رؤية المملكة «2030» ويدعم برنامج التحول الوطني من أجل مستقبل أكثر ازدهاراً ورخاءً، في ذات الوقت الذي يخرج علينا بعض المسؤولين بكلمات محبطة للهمم ومنتقصة من جهود وعطاء أبناء الوطن في تقييم غير مقبول يساوي المجتهد والكفء بالكسول والخامل، ويتجاهل دون سبب موضوعي إسهامات ونجاحات الكثير والكثير من المواطنين الذين يعملون بهمة وإخلاص في قطاعات كثيرة مثل التعليم والصحة والأمن والمطارات وغيرها وحتى شركات القطاع الخاص الوطني. وكيف ننادي بتشجيع الاستثمارات الأجنبية والوطنية بينما يخرج مسؤول رفيع ليشير إلى أنه لولا الإجراءات التي تم اتخاذها مثل وقف البدلات والحوافز لكانت البلد أفلست بعد 3 سنوات، فهل هذه رسالة تدعم الاستثمار أو تشجع القطاع الخاص أو تستقطب رؤوس الأموال. وهل مثل هذه المقولة غير الدقيقة والتي سيقت لتبرير إجراءات التقشف في الإنفاق الحكومي أو ضبطه يمكن أن تصب في المصلحة الوطنية، أم أنها تثير القلق وتدفع المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال للتفكير كثيراً قبل الدخول للسوق السعودي الذي يمكن أن يفلس بعد 3 سنوات على حد وصف المسؤول صاحب هذه المقولة، فضلاً عن حالة الإحباط التي كل تصيب كل من يستمع لمثل هذه المقولات من مسؤولين يفترض فيهم الدقة في التعبير عما يريدون قوله دون أدنى لبس، ومعرفة بتأثير ما ينطقون به من كلمات على الأنشطة الاقتصادية والحالة النفسية للمواطنين. وليت مثل هؤلاء المسؤولين يدركون أن القول بأن المواطن لا يعمل سوى ساعة واحدة ليس حافزاً لبذل المزيد من الجهد، بقدر ما هو عامل إحباط في مثل هذه الظروف، وكان الأولى بهؤلاء المسؤولين الذين خانهم قاموسهم اللغوي وبالغوا في تعبيرهم عن الوضع الحالي، أن يتحدثوا عن أهمية مشاركة المواطن الفاعلة في مواصلة مسيرة التقدم ودعم برامج التحول الوطني، وحرص الدولة على تنمية مهارات الكوادر البشرية والاستفادة من طاقات أبناء الوطن، في صناعة المستقبل الذي نتطلع إليه جميعاً وتحمل أعباء المرحلة الحالية.. باعتبار المواطن هو المستفيد الأول من هذه الإجراءات لاحقاً، بدلاً من الانتقاص من جهد وعطاء المواطنين واتهامهم بالكسل والعمل لساعة واحدة فقط، وليتذكر هؤلاء المسؤولين أن مشاعر الانتماء للوطن والتفاف المواطنين خلف قيادته الرشيدة، كانت دائماً الركيزة الصلبة لما شهدته بلادنا من تطور وازدهار طوال العقود السابقة كما كانت أيضاً رأس الحربة في مواجهة أي محاولات خبيثة للنيل من المكتسبات الوطنية أو المساس بأمن واستقرار بلادنا المباركة.. لكن يبدو أن بعض المسؤولين لا يرون سوى المواطن الكسول الضئيل لأنهم ببساطة ينظرون إليه من أبراج عاجية مرتفعة.