سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعال.. آلية مناعية للحد من وصول الأجسام الغريبة إلى الرئتين وطرد المواد الضارة مع تغير الجو هذه الأيام تبدأ أعراض الكحة في الظهور وبالذات عند طلاب المدارس
من الطبيعي أن نسعل أحياناً وهي آلية لطرد البلغم وحماية القصبات الهوائية والرئتين. وعندما نكون مستيقظين فقد نسعل أحيانا وهذا قد يكون طبيعي لحماية الرئتين، ولكن هذه الآلية تخف كثيراً أثناء النوم حتى يكون النوم مستقراً. وحتى عند المصابين بسعال مزمن فإن السعال يقل أثناء النوم في أكثر الحالات. ويعتقد ان التحكم بالسعال يأتي مباشرة من قشرة المخ التي تقلل استجابة عنق المخ للإشارات التي تصل من الرئتين أو مجرى التنفس العلوي أثناء النوم وبدون شك، فإن السعال ليلاً من أكثر الأمور ازعاجاً لأنه يمنع النوم. ومع تغير الجو هذه الأيام، تبدأ أعراض السعال في الظهور وبالذات عند طلاب المدارس وعادة ما يستجيب الوالدان لذلك بصرف ما يعرف "بدواء الكحة". لذلك أردنا هنا إعطاء نبذة بسيطة عن أسباب السعال الشائعة وعن دور شراب الكحة. أسباب السعال: 1. التهاب الجهاز التنفسي العلوي والجيوب الأنفية: أكثر أسباب السعال تكون ناتجة عن الإصابة بالتهاب فيروسي في الجهاز التنفسي العلوي قد يصاحبه التهاب في الجيوب الأنفية. وينتج هذا الالتهاب في العادة عن عدد من الفيروسات أهمها فيروس الأنفلونزا. وينتج عن ذلك زيادة إفرازات الجيوب الأنفية مما يؤدي إلى تدفق الإفرازات الأنفية إلى البلعوم والحنجرة ويسبب ذلك السعال. ومن أعراض المشكلة محاولة المريض إخراج البلغم أو المخاط من الحلق أو ما يعرف بالنحنحة بصورة مستمرة. كما قد يعاني المريض وخاصة الكبار من آلام فوق منطقة الجيوب الأنفية تزداد مع تحريك الرأس أو في وضعية السجود. وعلاج هذه المشكلة يتطلب التشخيص الدقيق لها ومن ثم وصف العلاج المناسب. وقد يحتاج المريض في بعض الحالات إلى عمل أشعة للجيوب الأنفية للكشف عن مدى تأثر الجيوب الأنفية بالالتهاب. ويتلخص علاج هذه المشكلة في استخدام مضادات الهيستامين ومانعات الاحتقان وقد توصف بخاخات للأنف وإذا اعتقد الطبيب بوجود التهاب بكتيري حاد في الجيوب الأنفية فقد يضيف مضادا حيويا لبرنامج العلاج. 1. تهيج القصبات الهوائية: وسبب آخر شائع للسعال هو تهيج القصبات الهوائية ومجاري الهواء نتيجة التعرض لالتهاب فيروسي أو زيادة تحسسها نتيجة ذلك الالتهاب. وقد تظهر هذا المشكلة كزيادة في الأعراض عند مرضى الربو أو المدخنين وقد يكون ظهورها لأول مرة عند الأشخاص الذين لم يكونوا مصابين بأمراض الصدر. ومن المعلوم طبيا أن الالتهابات الفيروسية أحد مسببات تهيج القصبات وزيادة تحسسها. وعلاج هذه الحالات ينحصر في علاجات الحساسية الصدرية (الربو) لفترة يحددها الطبيب المعالج وبالنسبة لمرضى الربو الذين يتناولون علاجات الربو فقد يتم مضاعفة جرعة العلاج لفترة مؤقتة لحين تحسن الأعراض. 1. سعال المدخنين: يكون المدخنون أكثر عرضة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية بسبب تعطل الأجهزة المناعية في الرئتين وتهيج الغدد المخاطية المزمن. وقد يكون التهاب القصبات الهوائية شديدا في بعض الأحيان عند المدخنين ومصحوبا بضيق في النفس وزيادة في كمية البلغم وتغير في لون البلغم إلى اللون الأصفر أو الأخضر مما قد يضطر الطبيب لوصف مضاد حيوي. 1. التهاب الرئتين (ذات الرئة) تسبب التهابات الرئة السعال والذي قد يكون مصحوبا ببلغم وأحيانا بدم. ويشكو المريض عادة من ارتفاع في درجة حرارة الجسم. وأكثر مسببات النهاب الرئة هي البكتيريا. واساس العلاج في هذه الحالات هو استخدام مضادات حيوية مناسبة لنوع البكتيريا مسببة الالتهاب. 1. التهاب الرئتين المزمن: هناك أمراض مزمنة تصيب الرئتين وتقد تسبب سعالا مزمنا مثل توسع الصبات الهوائية المزمن أو تليف الرئتين. 1. الاختناق والسعال اثناء النوم والتمدد على الظهر: أكثر سبب للسعال الليلي هو تحسس القصبات الهوائية (الربو) كما ذكرنا أعلاه، ولكن هناك أمراض أخرى قد تسبب السعال والاختناق عند النوم أو التمدد على الظهر ومنها ضعف عضلة القلب. ومن الأمراض التي تسبب السعال الليلي توقف التنفس أثناء النوم والذي من علاماته الشخير والاختناق أثناء النوم والتنفس من الفم. فإذا كان المصاب بالسعال الليلي يشخر فإن هناك احتمالاً كبيراً ان يكون المصاب يوقف التنفس أثناء النوم. في مثل هذه الحالات، ينصح بعمل تخطيط للنوم للتأكد من التشخيص. وفي حال وجود توقف للتنفس أثناء النوم فقد أثبتت الأبحاث ان علاج توقف التنفس أثناء النوم يقلل من السعال الليلي عند هذه الفئة من المرضى. كما أن الارتجاع الحمضي المريئيء قد يسبب السعال الليلي. وهذا يسبب استمرار السعال نتيجة وجود اتصال عصبي بين المريء والقصبات الهوائية، وتظهر هذه المشكلة عند الأشخاص الذين لديهم ارتخاء في الصمام الموجود بين المعدة والمريء. كيف يعالج السعال؟ لعلاج السعال، يجب تشخيص السبب وعلاجه. وفي كثير من الحالات يكون هناك أكثر من سبب للسعال، وحينها يجب علاج جميع الأسباب في الوقت نفسه. هل شراب السعال (الكحة) فعال؟ نود التنبيه إلى ممارسة خاطئة يقع فيها الكثير من الناس، حيث يستخدم بعض الآباء والأمهات الأدوية المضادة للسعال والرشح لأطفالهم بدون استشارة الطبيب، وقد ظهرت دراسات علمية تحذر من استخدام هذه الأدوية للأطفال خاصة تحت سن سنتين، فقد تم علاج أكثر من 1500 طفل صغير في عام 2005 في الولاياتالمتحدة بسبب مضاعفات هذه الأدوية والتي تمثلت في حدوث ارتفاع حاد في الضغط، عدم انتظام في دقات القلب، جلطات دماغية وحدوث ثلاث حالات وفاة، مما استدعى إدارة الدواء والغذاء الأمريكية لوضع تحذير عند استخدام هذه الأدوية للأطفال حيث لا تعرف بالتحديد الجرعة المناسبة للأطفال والبدء بمراجعة ضوابط استخدام هذه العقاقير ووصفها للأطفال. كما أن مضادات السعال ومانعات الاحتقان قد يكون لها تأثيرات على القلب عند كبار السن. لذلك ينظر للسعال كعرض مرضي وليس مرضا لذلك يجب معالجة سبب السعال. البعض يعتقد أن السعال يعالج بدواء للسعال أو شراب الكحة أكثر أسباب السعال ناتجة عن الإصابة بالتهاب فيروسي في الجهاز التنفسي العلوي