وضعت إدارة الأهلي الكرة في مرمى اللاعبين في الفريق الكروي، بعد التعاقد من جديد مع المدرب السابق السويسري كريستيان غروس، وإقالة سلفه البرتغالي جوزيه غوميز، في خطوة إدارية سريعة ومفاجئة، عقب المستويات المحبطة لجماهير بطل الدوري منذ أن تسلم البرتغالي قيادة الفريق نهاية الموسم الفائت، حتى وهو يحقق بطولة السوبر الأخيرة، بعد الفوز على الهلال بركلات الترجيح، وبمستوى فني غير مقنع استمر أيضاً خلال الجولات الأربع الماضية من "دوري جميل" للمحترفين، والتي شهدت بداية متعثرة بتلقيه أول خسارة، مقابل تعادل واحد وانتصارين. عودة غروس الجديدة ستكون محكاً مهماً لقدراته في استعادة توهج الفريق، وتجاوز التغييرات العاصفة التي حدثت بعد رحيله على الصعيد الإداري، خصوصاً بعد استقالة مجلس الإدارة السابق، وستحكم النتائج المقبلة فعلياً على ماسيقدمه مع الأهلي، إذ ستسهل معرفته باحتياجات الفريق الفنية ووقوفه السابق على قدرات اللاعبين مهمته الجديدة، بداية من الجولة الخامسة من الدوري ومواجهة دور الثمانية من كأس ولي العهد. السويسري المولود في زيوريخ في العام 1954 بدأ حياته الكروية مدافعا في نادي غراسفيرس زيورخ، لينتقل بعدها إلى نيوشاتل السويسري بين 1978 و 1980، ثم انتقل إلى بوخوم في الدوري الألماني 1980 لمدة موسمين، ظهر خلالهما في 29 لقاء وسجل أربعة أهداف، لعب مرة واحدة فقط للمنتخب السويسري في موسم 1987. وخاض مسيرته كمدرب عندما قاد فريق إف سي ويل في دوري الدرجة الثانية السويسري، واستطاع أن يقود الفريق للصعود الى الدوري الممتاز، ما أدى إلى تسليط الضوء عليه بشكل كبير في سويسرا، والتحق بعدها بنادي غراسهوبر السويسري، لتستمر معه مسيرة الإنجازات محققاً الدوري السويسري مرتين و كأس سويسرا مرة واحدة، ويصبح بعدها أحد أهم مدربي سويسرا، إلا أنه لم يزل غير معروف في الأوساط الكروية خارج وسط أوروبا. وكان انتقاله في 1997 الى توتنهام في الدوري الإنجليزي مفاجأة كبيرة للمجتمع الرياضي الأوروبي، لكن مسيرته في انجلترا تعرضت لصدمة كبيرة، إذ لم يستطع إحضار أحد أهم أفراد فريقه التدريبي، وهو مدرب اللياقة فرينز سكميد، بعد أن رفضت السلطات البريطانية منحه تصريح عمل في المملكة المتحدة. وبعدها شنت الصحافة الانجليزية هجوماً قاسياً عليه، وسخرت من عدم مقدرته على تعلم اللغة الانجليزية، والتخاطب بها بعد أول مؤتمر صحفي عقده في النادي. وتعرض توتنهام تحت قيادة غروس إلى أحد أكبر هزائمه أمام تشلسي بنتيجة 6-1 مع افتتاح الموسم الجديد حين خسر توتنهام مبارتين، كانتا كفيلتين بإنهاء مسيرته في الملاعب الأنجليزية. عاد بعدها غروس الى بلده الأم سويسرا و أصبح مديرا فنيا لبازل السويسري، ومعه تحول بازل إلى أحد أهم فرق سويسرا وحقق معه المدرب نجاحات كبيرة، إذ تمكن من تحقيق لقب الدوري أربع مرات، ولقب الكأس أربع مرات، وتحقيق نتائج رائعة في دوري أبطال أوروبا 2002، واستطاع بازل الفوز على يوفنتوس وسيلتك والتعادل مرتين مع ليفربول ومرة مع مانشستر يونايتد في رد على تشكيك الصحافة الإنجليزية بقدراته. وفي 2005 أعاد غروس مغامراته الأوروبية مع بازل، بعد أن استطاع الوصول إلى ربع نهائي كأس الاتحاد الأوربي، قبل خروجه من المسابقة على يد ميدلزبره إثر خسارته 4-3 على الرغم من تقدمه ذهاباً 2-صفر في سانت جاكوب بارك، وفي 2009 أقيل "غروس" من تدريب بازل بعد عشرة مواسم في النادي، ثم انتقل لتدريب شتوتغارت في عقد يمتد حتى 30-6-2011 الا أنه اقيل من تدريب الفريق الألماني قبل شهر تقريباً بتاريخ في سبتمبر من العام 2010. ومنذ ذلك العام لم يتسلم أي مهمة تدريبية، حتى تعاقدت معه الإدارة الأهلاوية في 2014، خلفاً للمدرب للبرتغالي فيتور بيريرا، ونجح السويسري في موسمه الأول مع الفريق "الأخضر" في كسب لقب كأس ولي العهد، قبل أن يحقق في الموسم المنصرم إنجازاً تاريخياً مع الأهلي، بتحقيق لقب الدوري الغائب بعد 32 عاماً، وأتبعه بكأس خادم الحرمين، كما ساهم في العام ذاته بتسجيل رقم قياسي مع الفريق وذلك بعدم الخسارة في 51 مباراة. وعلى الرغم من تلك الإنجازات إلا أن غروس لم يصل لاتفاق للتجديد مع إدارة الأهلي، وفك الطرفان بالفعل ارتباطهما ودياً في نهاية الموسم الفائت، قبل أن تتراجع إدارة الأهلي الجديدة، وتتفق مع المدرب السويسري للعودة مرة ثانية، وبعد مضي أربع جولات فقط من "دوري جميل" في تجربة ثانية، يطمح من خلالها الأهلاويون لمواصلة حصد البطولات مع مدربهم الخبير.