يطمح المدرب الالماني الفذ اوتمار هيتسفيلد الى العودة بالمنتخب السويسري 54 عاما الى الوراء عندما يقوده في نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010. "لو علم والدي بنجاحي كمدرب، ليس مع بوروسيا دورتموند او بايرن ميونيخ، بل مع منتخب سويسرا لكان قد شعر بسعادة عارمة لان سويسرا موطننا"، هذا ما قاله "الجنرال" الذي ترعرع كلاعب في هذا البلد ان كان مع بال (1971-1975) او لوغانو (1978-1980) او لوسيرن (1980-1983)، في حين اقتصرت مشاركته في الدوري الالماني على شتوتغارت بين 1975 و1978. عاش هيتسفيلد، نجل طبيب الاسنان القادم من لوراخ (اصبحت حاليا بادن-فورتمبرغ)، اجمل ايامه الكروية كلاعب مع بال حيث احرز لقب الدوري مرتين عامي 1972 و1973، واغتنم فرصة وجوده في سويسرا فنجح في امتحان تدريس مادتي الرياضيات والرياضة. يأمل الالماني البالغ من العمر 60 عاما ان يرد للسويسريين جميل الايام المميزة التي امضاها في بلدهم كلاعب او مدرب من خلال قيادة منتخب "شفايتزر ناتي" (بالالمانية) او "لا ناتي" (بالفرنسية) او "سكوادرا ناسيونالي" (بالايطالية) على اقله الى الدور ربع النهائي وذلك للمرة الاولى منذ 1954 عندما احتضنت سويسرا النهائيات وتفوقت على ايطاليا في المباراة الفاصلة (4-1) بعد ان تغلبت عليها في الجولة الاولى من دور المجموعات ايضا (1-صفر)، قبل ان تخرج في ربع النهائي على يد النمسا (5-7). نجح هيتسفيلد في رهانه الاول مع المنتخب وقاده الى نهائيات العرس الكروي للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه بعدما تصدر مجموعته الاوروبية الثانية امام اليونان التي تأهلت لاحقا عبر الملحق. تسلم هيتسفيلد مهامه بعد كأس اوروبا خلفا لكوبي كوهن، ليعود الى سويسرا كمدرب مجددا بعدما كان بدأ مسيرته التدريبية مع تسوغ وبعده اراو وغراسهوبرز من 1984 الى 1991. يعتبر هيتسفيلد من ابرز مدربي القارة العجوز وهو من بين ثلاثة مدربين فقط قادوا فريقين الى احراز لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا الى جانب النمسوي ارنست هابل الذي احرزه مع فيينورد روتردام الهولندي عام 1970 وهامبورغ الالماني عام 1983، والبرتغالي جوزيه مورينيو الذي احرزه عام 2004 مع بورتو البرتغالي و2010 مع انتر ميلان الايطالي، اذ توج باللقب القاري المرموق مع بوروسيا دورتموند عام 1997، وجاره بايرن ميونيخ عام 2001، كما توج هيتسفيلد بلقب الدوري الالماني في 6 مناسبات (مرتان مع دورتموند عامي 1995 و1996 و4 مرات مع بايرن ميونيخ اعوام 1999 و2000 و2001 و2003). صنع المدرب الالماني اسما له في مجال التدريب انطلاقا من 1983 عندما قاد تسوغ المتواضع الى الدرجة الثانية في موسمه الاول مع الفريق، ثم انتقل الى اراو في العام التالي وبقي معه حتى 1988 وقاده الى المركز الثاني عام 1984 ثم الى لقب الكأس عام 1985. قرر مسؤولو غراسهوبر الاستفادة من خدماته بعد النجاح الباهر الذي حققه، ووفقوا في خيارهم اذ حقق هيتسفيلد بين 1988 و1991 خمسة القاب مع النادي الكبير، بينها لقبان في الدوري المحلي عامي 1990 و1991. عام 1991، قرر خوض تحد جديد في موطنه مع بوروسيا دورتموند الذي كان يعاني في دوري ال"بوندسليغه"، فنجح في ترك لمسته سريعا مع هذا الفريق الذي عاد الى تألقه وانهى الموسم في مركز الوصيف. وبعد عام، وصل دورتموند الى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي لكنه سقط امام يوفنتوس الايطالي. قطع هيتسفيلد ولاعبوه مرحلة جديدة باحرازهم لقب بطولة المانيا مرتين عامي 1995 و1996 ثم توج الفريق جهوده عام 1997 بتتويجه بطلا لدوري ابطال اوروبا على حساب يوفنتوس ثم بالكأس القارية. فضل هيتسفيلد الابتعاد قليلا عن التدريب، فمنحه دورتموند منصب المدير الرياضي لكن بعد موسم امضاه داخل المكاتب، عاد مجددا الى مهنته ووافق على الانتقال الى بايرن ميونيخ عام 1998، حيث عاش معه نجاحات هائلة فتوج باربعة القاب في الدوري وبكأس المانيا مرتين واضاف لقبا جديدا في دوري ابطال اوروبا، قبل ان يرحل عن النادي البافاري بعد انتهاء موسم 2003-2004. عمل هيتسفيلد بين عامي 2004 و2007 كمحلل للتلفزيون الالماني، لكنه حن الى مقاعد التدريب مجددا وعاد الى بايرن ميونيخ في ديسمبر/كانون الاول 2006، وتحت اشراف افضل مدرب في العالم لعامي 1997 و2001 حقق النادي البافاري ثنائية جديدة في الدوري والكأس عام 2008، قبل ان يتركه مجددا للاشراف على المنتخب السويسري. كانت بداية المدرب الالماني مع المنتخب السويسري صعبة خصوصا بعد الخسارة التاريخية التي مني بها الاخير على ارضه امام لوكسمبورغ، لكنه نجح سريعا في اعادة الامور الى نصابها وقيادة المنتخب الى النهائيات في نهاية المطاف.