لم تعرف جماهير فريقه طعم الخسارة منذ تسلم مهمته، ولم تكن الغيابات والإصابات عائقاً يوماً ما لقيادة فريقه إلى تحقيق الانتصارات والإنجازات، السويسري كرستيان غروس مدرب الأهلي وصانع الفرحة، يملك من القدرات ما لا يملكه غيره من المدربين على الصعيد المحلي، غروس قصة نجاح تعيش الكرة السعودية بداية تفاصيلها. المدرب الشجاع عاشق التحدي وهاوي المغامرة، كسب الرهان وكان على قدر المسؤولية، بعد مرور ستة أشهر منذ توليه مهمة الإشراف على الفريق لم يخسر فيها «الراقي» في جميع البطولات التي لعبها، بل إنه الفريق الوحيد الذي أطاح بمتصدر الترتيب وتغلّب عليه في مواجهتي الدوري والكأس، وحقق اللقب من أصعب الدروب ومن أمام الهلال على أرضه في ظل غياب مجموعة من اللاعبين الأجانب والمحليين واستبعاد حارس مرماه بالبطاقة الحمراء، إلا أن الداهية السويسري تغلّب على كل منافسيه وطار باللقب إلى عروس البحر جدة، لتغني جماهير «الراقي» وتسهر حتى الصباح وهي تردد «جدة أهلي وبحر». غروس كانت مصافحته الأولى مع عشاق الفريق الأهلاوي سداسية في شباك هجر، لكنه تعثر بالتعادل مع نجران في المباراة الثانية وكذلك في الثالثة الهلال تعادل معه سلبياً، وعاد بفريقه إلى نغمة الانتصارات من جديد وأطاح بالخليج ولكنه تعادل سلبياً مع الشباب، وعاد ليحقق أربعة انتصارات متتالية أمام الشعلة والنصر والعروبة والرائد، حتى أصطدم بالفيصلي وتعادل معه في مباراة غريبة الأطوار، كما انتصر على الفتح والتعاون وتعادل في «دربي» الغربية أمام الاتحاد بهدف لمثله، وافتتح القسم الثاني من الدوري بانتصار ثمين أمام هجر، وعلى صعيد كأس ولي العهد تخطى الحزم في دور ال32 وألحق به هجر في دور ال16، ليذهب لملاقاة الاتفاق في دور ربع النهائي، ونجح في خطف فوز صعب وغال من أمامه، على رغم أنه يلعب في دوري الدرجة الأولى، ووجد غروس حرج كبير في هذه المواجهة وتغلّب على الاتفاق بهدفين لهدف، حتى قابل النصر في نصف النهائي واستطاع تسيير المباراة كيفما شاء ووصل إلى النهائي وحققه بأناقة الكبار. يعد السويسري غروس من أفضل المدربين الذين مروا على الدوري السعودي خلال الأعوام الماضية لما يملكه من كاريزما وثقافة تدريبيه عالية وحسن تعامله مع اللاعبين، وسارعت إدارة الأمير فهد بن خالد للتعاقد معه بعد النجاحات التي حققها في بلاده والانجازات للأندية التي أشرف عليها، بداية بفريق غراسهوبر السويسري الذي حقق معه بطولة الدوري والكأس خلال أربعة مواسم قضاها مع الفريق بعد غياب طويل عن اعتلاء منصات التتويج، ورُشح في ذلك الموسم من بين أفضل المدربين، ليخطب وده بعد هذا المجهود الكبير النادي الشهير بازل السويسري وحقق معه ثمانية ألقاب مقسمه بين الكأس والدوري بالتساوي، كما وصل معه للدور ربع النهائي من كأس أبطال أوروبا في الموسم 2006، ويعد تدريبه للأهلي السعودي هي التجربة الثالثة بعد أن درب ناديي توتنهام الإنكليزي وشتوتغارت الألماني.