الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر تحدث ملتقى الإعلاميين والمسؤولين الاكتروني في نقاشه الدوري عن موضوع سلوك وتصرفات تنافي عادات المجتمع ومخالفة للدين الاسلامي ومخالفة لثقافة المجتمع وهو موضوع(الدرباوية). والدرباوية مصطلح ظهر مؤخراً في المملكة وانتشر بين الشباب، وأصبح له تعامل خاص بين الشباب في اللبس والمظهر ويركز معظمه على المفحطين، مما أثار ضجة إعلامية وتدخل الجهات المسؤولة في هذا الشأن للحفاظ على سلامة البشر من تصرفات وسلوكيات هذه الفئة المنحرفة سلوكياً والتي لم تعد تهتم بالمجتمع وسلامته.. وآخر قرارات وزارة الداخلية حول هذا الأمر هو تعديل في لائحة المخالفات المرورية التي أقرها مجلس الوزراء. دور وسائل التواصل فيصل بن سلطان: الظاهرة تتداخل مع أعمال إجرامية كثيرة وقد ناقش ملتقى الإعلاميين والمسؤولين هذه الظاهرة، حيث ذكر العميد المتقاعد عبدالرحمن بن جلبان بأن الدرباوية مأخوذة من الدرب أو درب الخطر ولهم طريقة في الحديث وفي اللبس ويستخدمون السيارات القديمة المنخفضة من الأمام ومشروبهم المفضل الحمضيات الساخنة ويقومون بتصرفات صبيانية دون احترام للذوق العام. وفي معرض حديثه أكد على أن وسائل التواصل ساهمت على اتفاقهم برسالة واحدة على ما يريدون عمله ويجب على من يريد الانضمام لهم التقيد بشروطهم، وتعتبر هذه الظاهرة دخيلة على المجتمع السعودي ومن أخطر الممارسات المرورية والاجتماعية وكذلك يمارس فيها جميع الانحرافات كالمخدرات والسرقات واطلاق النار وإيذاء الآخرين، وقد تصل جرائمهم الى القتل ويمكن أن نحمي أولادنا من هذه الظاهرة من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد. واضاف ان الأسرة يجب أن تقوم بدورها بتوعية أبنائها بأخطار هذه الظواهر السلبية وأن تتابع بكل جدية كل تصرفاتهم ،والمدرسة يجب عليها غرس التربية الدينية والاجتماعية وتوعية الطلبة وتوجيههم من خلال البرامج الهادفة واستثمار طاقات الشباب وخاصة من المراهقين في ما ينفع المجتمع. والمسجد له دور في التوعية الدينية وغرس القيم الاسلامية الصحيحة النافعة للمجتمع والفرد وتوضيح ما يخالف الشرع عن طريق الخطب وتواصل إمام كل مسجد مع الأهالي. حلول للمشكلة وفي مداخلة للاستشاري خالد السعدون أوضح بأنه من ضمن الحلول أن يفرض التجنيد الإلزامي كنظام خدمة العلم وهذا سيساهم لسد فراغ الشباب ويعرفون مسؤولية العطاء في هذا الوطن والقضاء على ظواهر كثيرة أو التقليل منها إلى الحد الأدنى ومنها ظاهرة التفحيط والدرباوية وغيرها. ومن جانبه ذكر الإعلامي شاجع الدوسري أن الموضوع يمس شريحة من المجتمع وتأثر بها الشباب وخصوصاً صغار السن ومن باب الإعجاب بما يقوم به الدرباوية أصبح صغار السن يقومون بتقليدهم ولو بشكل بسيط في بعض تصرفاتهم وشعاراتهم والتي توحي لأسلوب وفكر الدرباوية الذي ينهج منهج المخالفة في الطريقة المعتادة والمعروفة عند المجتمع أي أنهم يخرجون عن المألوف وفكرهم سلبي يضيع الوقت والجهد والمال وربما الحياة في حوادث التفحيط وما ينتج عنها من ضحايا معظمهم صغار سن، فلابد من إيجاد عقوبات على ما يقوم به الدرباوية من تصرفات سلبية مزعجة، ويبقى السؤال من أتاح لهؤلاء أن يكون لهم اهتمام من فئة غالية من أفراد المجتمع وخصوصاً صغار السن ومن جعلهم يقلدون ويحاكون هؤلاء ويتأثرون بهم سلوكيا. وأشار إلى أن المشكلة إن لم تتكاتف حلقات حلها وهي الأسرة والمجتمع بكل فئاته والمدرسة والمسجد فسيصبح حلها صعباً وطويلاً وستكون ظاهرة اجتماعية يعاني منها المجتمع سنوات ولها خسائر اجتماعية واقتصادية. موضحاً بأنه قبل التفكير في إيجاد الحلول يجب تشخيص المشكلة من الأساس والدوافع التي أبرزتها ولعل الفراغ والبطالة وعدم مواصلة التعليم والتربية التي نشأ عليها الفرد تعد من أحد أهم الأسباب التي أبرزت المشكلة. التوعية للتصدي للظاهرة وفي تفاؤل أشار ضيف الله بن مسفر بن ربيع أن الناس مازال الخير فيهم إلى قيام الساعة وهذه شريحة من المجتمع تحتاج إلى زيادة في التثقيف والتوعية عن طريق الجهات المسؤولة وخطباء المساجد والمدارس لكي يتفهموا أن ما يمارسون من سلوكيات خاطئة هو خطر على حياتهم، فعلى الكل ان يسدي النصائح والإرشادات كل فيما يخصه من أجل تلاشي هذه الظاهرة. لا بد من المواجهة وفي تعقيب للإعلامي غازي المسعري أكد على أنه يجب أن نعترف كمجتمع بوجود هذه الظاهرة ونؤمن بها بعدها نبحث عن الحلول وقال: أرى أن المجتمع لا يزال غير معترف بوجود هذه الظاهرة ولكن للأسف بدأت تنتشر وتظهر على السطح دون أي حلول تذكر إلا الإطاحة بهم في بعض الحملات وهذا ليس حلاً كافياً فلابد أن ننزل إلى مستواهم ونعايشهم حتى نعرف ما هي الأسباب والدوافع التي جعلتهم يمارسون هذا السلوك المنحرف. منوهاً بأن الزواج المبكر من أهم الاسباب إن لم يكن السبب الأول لعدم الانجراف لهذه الظاهرة فغالبية الدرباوية للأسف عندهم ميول جنسية شاذة وهو واقع للأسف يجب الاعتراف به حتى نجد أسباب هذه المشكلة كما أننا كمجتمع لانزال نتحدث عن ذلك باستحياء في الوقت الذي تنتشر فيه هذه الظاهرة. دور الأسرة وفي تأكيد من عايد الحماد من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على أنه يجب على الجميع الوقوف في وجه انتشار ظاهرة الدرباوية وغيرها من الظواهر السلبية في المجتمع ومحاربتها من خلال التوجيه والإرشاد في البيت والمدرسة ويجب على الأسرة تنبيه أبنائها وتذكيرهم بخطر هذه الظاهرة المنبوذة من المجتمع إضافة إلى دور إمام المسجد في تذكير جماعة المسجد بالسلوكيات المشينة التي يسلكها بعض الشباب فهم بأمس الحاجة إلى من يرشدهم ويوضح لهم الطريق الصحيح فبتكاتف المجتمع بجميع مؤسساته ونصح هؤلاء الشباب سنجد النتيجة إيجابية بإذن الله. أدوار مشتركة وذكر د. عزام الشويعر مدير عام الدعوة بوزارة الشؤن الاسلامية والدعوة والإرشاد أن علاج ظاهرة الدرباوية يشترك فيه التعليم والمسجد والبيت والإعلام كل واحد منهم تقع عليه مسؤولية ومن الصعب أن نحمل الجهات الأمنية أو العدلية علاج المشكلة. علاج ناجح وفي مشاركة للكاتب والاعلامي حمد النتيفات قال ان الهدف الأساسي للدرباوية لفت أنظار المراهقين واستدراجهم والإعجاب بهم وهي جريمة خطيرة يندرج تحتها عدة جرائم والعلاج الناجح والحل لهذه الظاهرة الخطيرة إعادة طريقة التوعية والتثقيف بطرق تربوية علمية مؤثرة، ويرافق ذلك أمر مهم وهو الحزم في تطبيق الأنظمة والقوانين عليهم. سلوك دخيل الاعلامي محمد ال حنيف يشير إلى أن الدرباوية سلوك دخيل يهدف لتدمير المجتمع لعل من أبرز الأمور التي أدت له هو السلوك المنحرف والرغبة في جذب المراهقين لفعل مشين ورغبات محرمة. ولهم علامات تظهر عليهم يمكن لمن يتابع ويلاحظ معرفتها وللأسف يوجد لهم قنوات خاصة في اليوتيوب وبقية مواقع التواصل الاجتماعي التي لفتت الأنظار لهذه الفئة المريضة وجعلتهم قدوات للمراهقين بأعمال خارجة ثم الدعم الذي وجدوه من اعلانات يتم دفعها من قبل البعض ممن لا يحس بالمسؤولية ويساعدهم، أو جماهير تشجع وتحيي هذا السلوك وتتابع الجديد ويتناقلونه بينهم. ولا ننسى الأهم وهو زرع تقوى الله وتحميلهم المسؤولية والحوار معهم وإيضاح مخاطر هذه الأمور وهذا من أدوار الإعلام ومن بيده اتصال بهم. وأوضح عضو الملتقى محمد سعد الشهراني أن السلوك الذي يتأثر به الشباب، أصبح شيئا طبيعيا للأسف لأن أساسيات معينة غابت عن الفكر وعن التطبيق، فلابد ان نرجع لأساس معتقداتنا، وأن نعمل على مرافقة الأبناء، فهم الغد المشرق لهذا الوطن الغالي. التأثير الشامل وأكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر بن عبدالعزيز أن الدولة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لم تدخر جهداً في رعاية مصالح الوطن كما نرى المتابعة الحثيثة من سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف والتوجيهات فيما يحفظ الأمن وما من شأنه حماية الوطن ومقدراته وشبابه من كل فكر منحرف يسعى إلى زراعة الفتنة والانحلال من المعتقدات الشرعية والدينية. وأضاف سموه أنه يهمنا أن كل رسالة تكتب وكل حوار يدار في أي منصة إعلامية أو في مناسبة اجتماعية أو من خلال المنابر والمدارس وكل الوسائل التي من شأنها حماية الفرد والمجتمع أن يتم الاهتمام به والتعاون على تحقيقه. وأشار متابعاً حديثه أنه لا يخفى عن المجتمع السعودي انتشار ظاهرة ما يسمى (بالدرباوية)، وتكمن أهمية إيجاد الحلول والنظر الى هذه الظاهرة بتمعن يوازي خطورتها هو تجاوزها للتأثير المحدود للتأثير الشامل حيث أصبحت تتواجد في المدارس والشوارع والأسواق وأصبحت تتداخل مع أعمال إجرامية كثيرة ومنها التهريب والمخدرات والسرقة والتهديد بالسلاح وتحدي السلطات، كما أصبحت أداة لجذب الشباب العاطل وتكمن خطورتها الكبرى بأن من ينخرط في نشاطاتها يعلم أنه يدخل عالماً فيه تحدّ ومخالفة للقانون بسهولة وذلك في ظل عدم استيعاب كثير من الأسر لخطورتها فهي ظاهرة مقيتة سيئة المظهر على أقل أحوالها سيئة الفعل في كل أحوالها. ومن خلال المتابعة لما تم طرحه أكد الاعلامي حسن مسرع أن كل التوجهات وكل الحلول المذكورة من الأعضاء وكل ما تم ذكره من المحاورين هو شيء لا بد أن يتم النظر إليه والاهتمام به لما فيه من حماية للأجيال وحماية للوطن ومقدراته ومحاربة كل فكر ضال. العميد متقاعد عبدالرحمن جلبان د . عزام الشويعر ضيف ربيع عايد آل حماد ظاهرة «الدرباوية» خطيرة على المجتمع