أكد الباحث من جامعة الملك فيصل بالأحساء فهد الدرسوني في بحث عن الانحرافات السلوكية للشباب في المجتمع أن 50 % من الشباب المسمى ب«الدرباوية» تقل أعمارهم عن 19 سنة، وأن هنالك علاقة بين تفحيطهم واستدراج الأحداث للسلوكيات الانحرافية، وأن 97 % من الدرباوية عزاب و15 % منهم أقل من 16 سنة، مشيراً الى أن مكان الإقامة والبيئة السكنية لهما دور في الانضمام لهذه الفئة. وقال الدرسوني إنه لا بد من دراسة أبعاد تجمعات الدرباوية من جميع الجوانب مع تحديد الأسباب لوجودهم؛ للوصول إلى حلول ناجعة في القضاء على هذه الظاهرة كون الشباب يمثلون نسبة كبيرة من أبناء المملكة وهم عماد المجتمع وقوته الحقيقية. وأشار الباحث الدرسوني الى أن النقطة الأبرز هي أن 79 % من الدرباوية يشعرون بفراغ عاطفي نتيجة ضعف العلاقة الأسرية. وعن أهم الحلول لعلاج هذه المشكلة وتحليل الظاهرة لمواجهتها على الصعيد القانوني والصحي والإعلامي قال الدرسوني إن إيجاد مراكز متخصصة لإعادة تأهيل المنحرفين مهم جدا في هذا الوقت، مع حسن الاستماع للأبناء من قبل الآباء بالحب والعطف والوقوف على السلوكيات والمشاكل التي يمر بها الشاب سواء في المنزل أو خارجه لحلها في جو أسري هادئ يضمن حل المشكلة، مشيراً الى أن المشكلة الأساسية هي الانحرافات السلوكية لهذه الفئة، مما ينذر بخطر كبير لا يحمد عقباه, فظاهرة الدرباوية تعتمد على جذب المراهقين من خلال سلوكيات مرغوبة لديهم مثل التفحيط وطريقة اللباس ولها عدد من الأسباب النفسية والاجتماعية منها إشباع الغرائز والبحث عن الشهرة والاضطربات النفسية, مطالبا رعاية الشباب بالاهتمام بهذه الفئة وتوفير وسائل الترفيه الايجابية التي تشبع الهوايات، وجذب الشباب من الجنسين للعمل التطوعي لما له من آثار ايجابية في مجابهة الانحراف. و«الدرباوية» مصطلح يتردد كثيراً بين الشباب ومعناه «سالكو دروب الخطر»، وهو شخص لا يهتم بمظهره ويتعمد الخروج في أسوأ مظهر، حيث يرتدي ثيابا متسخة وأحياناً ملطخة ببقع من الزيت كما يرتدي الشماغ بدون عقال ويتعمد اطالة شعر الرأس وإهماله، كما يتميزون بالقيادة بشكل جنوني ومتهور. ويستخدم «الدرباوية» وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وتحديداً «البلاكبيري» لتحديد أماكن التجمعات ومواعيدها لممارسة «التفحيط» وإزعاج الآخرين في الشوارع ومخالفة التعليمات المرورية وتعطيل حركة السير في بعض الشوارع. ومخاطر تنامي ظاهرة «الدرباوية» ينذر بالكثير من المخاطر الاجتماعية منها السرقات، وتعاطي المسكرات والمخدرات وترويجها، ولا سيما أن أماكن تجمعات «الدرباوية» يتواجد بها الكثير من المراهقين الذين لديهم قابلية للتأثر بالبطولة المزعومة ل«المفحط» ما يدفعه للتقليد الأعمى ومحاولة التجربة، كما تتسبب هذه الظاهرة لسكان الأحياء بالإزعاج وتهديد حياتهم وأمنهم الاجتماعي.