في كل مرة يعلن اتحاد الكرة تشكيلة المنتخب السعودي، يضج الشارع الرياضي اعتراضاً على خيارات الهولندي بيرت مارفيك، ومطلع الأسبوع الحالي تكرر السيناريو مجدداً، حين أُعلنت قائمة لقاء استراليا والإمارات، لم تتغير الخيارات كثيراً فالأسماء تبدو ثابتة إلى حدٍ كبير، وهذا ينبع من تجاهل مارفيك لمتابعة الدوري المحلي، إذ لم يسبق له حضور أي لقاء في الملعب والإطلاع على إمكانيات اللاعبين عن قرب ، فيكتفي بإرسال فريقه المساعد لمتابعتهم، لا أتذكر أن أحداً من مدربي المنتخبات القارية والعالمية يفعل مثلما يقوم به الهولندي، لأن هذا التصرف يعبر عن عدم احترامه للمنتخب الذي يشرف عليه. مارفيك يرتبط بعقدين في آن واحد، مدرباً للمنتخب السعودي ومحللاً فنياً في إحدى القنوات الرياضية ويتابع عن كثب لقاءات الدوري المحلي في بلاده إلى جانب اللقاءات العالمية، كلا العملين يتطلبان التواجد الدائم والحضور المستمر، والجمع بينهما يسبب إشكالاً للطرفين معاً، لكنه ووسط رضا وصمت اتحاد الكرة اختار أن يولي عمله في التحليل الفني أهمية أكبر وبات يباشر مهام عمله بنفسه، فيما يبعث بجهازه المساعد إلى لقاءات الدوري السعودي، وتواجد مساعديه لا يعدو أن يكون مجرد إسكات لأصوات المعارضة التي تعلو يوماً بعد آخر ضد هذه التصرفات. لو كان مارفيك يتابع لقاءات الدوري السعودي، لما واصل إبقاء نايف هزازي في قائمة الأخضر، وهو الذي يقدم أداءً مخجلاً مع النصر لم يقتنع به النصراويون أنفسهم، ولو كان متابعاً جيداً للدوري لم يكن ليضم سلمان الفرج البعيد عن مستواه وعن تشكيلة فريقه الأساسية. في قائمة الهولندي الأخيرة ثلاثة لاعبين في خانة الظهير الأيمن، وفي قائمته محمد السهلاوي الذي مازال مصاباً ولم يعد إلى المشاركة مع ناديه أصلاً، وبهذه الخيارات يؤكد مرة أخرى أنه لا يتابع مباريات الدوري السعودي، وليس فقط لا يحضرها في الملعب، ويؤكد أنه بعيد تماماً عن الإطلاع على مستويات وجاهزية اللاعبين عن قرب. المؤسف أن اتحاد الكرة لا يرى في طريقة إدارة الهولندي للمنتخب مشكلة إطلاقاً، فقبل أيام جدد المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة عدنان المعيبد، تأكيداته على أنهم والمدرب ملتزمان في العقد، فهل عدم حضور المدرب لأي مباراة في الدوري التزام بالعقد ؟ إن كان ذلك صحيحاً فلا يجب أن يرتفع سقف الطموح لدى الجمهور السعودي، لأنه لا يمكن أن يصل المنتخب بعيداً في مسيرته وهو يدار بهذا السيناريو، لست مع إقالة مارفيك خصوصا وأن النتائج في صالحه، ولكن يجب أن يتبدل الحال إما أن يتخلى عن كل عمل يعيقه عن أداء مهمته في تدريب "الأخضر" أو الرحيل ، أما أن يبقى المنتخب خياراً ثانياً للهولندي فهذا يعني مواصلة الغياب عن مونديال كأس العالم من جديد.