تعد العيدية من اهم مظاهر الفرح والسرور لدى الأطفال وتستخرج كلمة العيدية من أصل العيد وهي كلمة عربية الاصل، والعيدية من قديم الزمان كانت من عهد المماليك وكانوا يهدون الذهب والدنانير والفضة وتواصلت في العصور المتتالية للأطفال على شكل هدايا نقدية او عينية ويقول الطفل نواف - 13 عاما- انه ينتظر العيد بشغف لأجل الحصول على العيدية من والدته مشيرا الى انه يتمنى ان تكون الهدية نقدية حتى يستطيع شراء اشرطة ألعاب البلاي ستيشن، لافتا الى انه في العيد يرتدي الملابس الجديدة امام أقاربه وأصدقائه وهذه ايضا اجمل عيدية. الطفلة فرح -11عاما- تقول إنها لا تشترط ان تكون العيدية نقودا ولكنها تفرح بالذهاب الى الحديقة مع والدها وتقوم بزيارة صديقاتها واشارت الى انها تحب الحلوى كثيرا مشيرة الى انها في العيد تقضي معظم وقتها في اللعب. العيدية عادة يقول انس عاشور -الأخصائي الاجتماعي المختص في الاسرة والطفولة- ل"الرياض" إن من العادات والتقاليد المحببة في جميع البلدان الاسلاميه تقديم مبالغ مالية للاطفال في أول أيام عيد الفطر المبارك، حيث كان القصد منها على تهنئة الاطفال والابناء بالعيد ومنهم من كان يقدمها للاطفال امتنانًا منه لصيامه شهر رمضان وتشجيعهم بهذا الصيام طوال الشهر. واضاف عاشور ان العيدية تعتبر من أهم أسباب السعادة لهذا الطفل حتى لو كانت رمزية حيث تصبح لهم سعادة لإتمامهم صيام الشهر مما يحفزهم ويشعرهم بالتغير طوال هذا الشهر، فيصبح الطفل مشتاقا لحلول عيد الفطر للحصول على هذه المكافأة، فيتعود الطفل خلال ايام العيد لزيارة اقاربهم لمعايدتهم وتعليمه طريقة وصل الارحام التى اوصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيكسب منها عادة وتقاليد حميدة من وصله لاعمامه واخواله وكافة اقاربه، ومن النواحي الانسانية والاسرية يتعلم الاطفال كيفية العطاء عندما يكبرون ويقومون بالعطاء لغيرهم ايضا يتعلم درسا مهما في ايصال السعاده لغيرهم، لا سيما ان قيمة العيدية تختلف من شخص لآخر فالكل يعطي حسب قدرته واستطاعته. الأبناء يعايدون آباءهم ومن اطيب العيديات هي معايدة الابناء لابائهم وامهاتهم؛ لان ذلك يكسبهم شيئين مهمين، الاول العرفان بالجميل لمن قام بتربيتهم واحسن هذه التربية والثاني البر بهذين الوالدين حتى يلقوا هذا البر من ابنائهم. العيدية ترفع الثقة من جهته يقول علي زائري -الاستشاري والمختص النفسي- ل "الرياض" ان من اجمل ذكريات الطفل هي فرحة الأعياد، وما يتلقاه فيها من ملابس جديدة وهدايا وحلوى والعاب تشعره بالسعاده والفرح وتصنع في نفسه مردودا نفسيا يرفع من ثقته بنفسه وثقته ومحبته لأسرته ووالديه وأقاربه ومجتمعه عندما يرى من تعامل طيب ومحبة قد يستمر اثرها الى مرحلة الكبر. العيدية تعيد الذكريات ويضيف زائري ان العيدية تشعر الطفل بأنه محبوب ومرغوب وبالتالي يزيد لديه شعور الانتماء لمجتمعه ومحبته واعتزازه بهم فكلنا نتذكر اجزاء من طفولتنا السعيدة وبالذات افراح الأعياد وكم جمعنا من الهدايا والمال وتفاخرنا مع اصدقائنا بقدرتنا على شراء ما نريد وربما من تذكرنا بالعيدية له مزيد من الحب والذكريات التي لا تنسى. غرس الكرم والعطاء وفي العيد يتعلم الأطفال مهارات التواصل الاجتماعي وضرورة التواصل مع الأخرين وزيارتهم والسؤال عنهم وبالتالي يجب على المربين استغلال هذه المناسبة الجميلة في تشجيع الطفل على اهداء الأطفال الأقل حظا بعض من هداياهم او عيديتهم مما يغرس في الطفل الكرم والعطاء والشعور بالأخرين في وقت مبكر وهذا يساعد في التخلص من الأنانية وحب الذات والتي قد توجد اثناء نمو الطفل وقد تستمر للكبر في بعض الاحيان، ولا ننسى ان العيدية تلفت نظر الطفل الى تميز المناسبة وتحببه في هذه الأيام وتعطيها قيمة لها اثر جميل. التخلص من المشاعر السلبية وتساعد العيدية الطفل في التخلص من المشاعر السلبية مثل الكآبة والحزن أو القلق والخوف وعدم الشعور بالامان، بسبب المشاركة الجماعية في الترفيه والتزاور والحفلات وإقامة الولائم والتي يجد الطفل نفسه محاطاً بالأسرة والأصدقاء أفضل من أي وقت مضى فالطفل الذي يتلقى الحب والقبول يصبح محبا لغيره وقابلا لهم والعكس صحيح تماما، ولا ننسى ان الهدية يجب ان لا يكون منها خطورة او ايذاء للطفل مثل الالعاب الخطرة والالعاب النارية او الالعاب الحادة او التي لا تتناسب مع سن الطفل ويفضل اهداء لعبة يتعلم منها الطفل بعض المهارات الذهنية او المعرفية اوالرياضية. العيدية لا تقتصر على الأطفال العيدية لا تقتصر على الاطفال فقط ولكن الكبار ايضا يستحقون العيديات والهدايا ولها مردود نفسي رائع لا يقل عن مردودها لدى الطفل تشعر بالاخوة والصداقة والألفة والمحبة فحين يرى الأطفال ذويهم وهم يقدمون الهدايا والعيدية لكبار السن، لن ينسوا مثل هذا السلوك أبدا بل سيحملونه معه في ذاكرتهم وسيقومون في المستقبل بدورهم بتقديم العيدية إلى آبائهم وأجدادهم. وقد ينسى البعض اهداء والدته ووالده ظناً منه ان كبر السن يلغى حاجتهم لذلك او غناهم او عدم حاجتهم، والواقع النفسي يؤكد ان الهدية ذات مردود نفسى كبير والدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا)، وعند إهداء العيدية للوالدين فان العيد يكون عيدين ببر الوالدين والاحسان اليهما والاهداء لهما، وعلينا أن نقدم الهدايا للكبار في العيد لإسعادهم ولمنحهم الشعور بالتقدير الذي يستحقونه منا، فكما يقدم الزوج العيدية لزوجته، وكما يقدم الآباء العيدية لأبنائهم، يجب تقديم العيدية للأب والأم والجد والجدة، حتى يشعروا بالراحة وبنشوة الفرح وهم يعيشون مثل هذه الأيام السعيدة التي يبتعد فيها الإنسان عن هموم الحياة، والعيدية ليست مجرد هدية مالية تقدّم للأطفال أو للكبار، وإنما لفتة إنسانية واجتماعية تعكس ثقافتنا العربية والإسلامية الجميلة التي تدعونا لتحقيق التواصل ما بين الكبير والصغير وإدخال الفرحة في نفوس الجميع صغارا وكبارا. العيدية لها أثر ملموس على نفس الكبير والصغير العيدية ليست للصغار فقط بل تشمل الكبار العيدية تعزز المحبة والثقة في النفوس تعويد الصغار على العطاء يعزز لديهم المفاهيم الجميلة في كبرهم فرحة الصغار بالعيدية لا تنسى علي زائري أنس عاشور