لا شك أن للرجال وكذلك النساء معايير يوزنون بحسبها عند غيرهم، وهذه المعايير يضع المجتمع قوالبها الضمنية التي يتعارف أفراد المجتمع عليها كما ترسم خطوطها العريضة لتبقى زمناً طويلاً تتوارثه الأجيال تلقائياً هو مزيج من المبادئ والعادات والتقاليد. وقد تختلط على العامة هذه الأشياء فلا يميز بينها ولا يعرف ما التقليد من العادة بل وربما تداخلت مع المبادئ والثوابت إذا لم تضبط مساراتها، أو قل العلم وزاد الجهل. كما أن أغلب تصرفات أفراد المجتمع تراقب تلك المعايير التي اتخذها المجتمع أو سار عليها وحافظ عليها ويكون لها في الغالب سلطة خفية على الفرد لا يستطيع تجاهل تأثيرها وأحياناً لا يقوى على الفكاك منها بسهولة، نحن نقول مثلاً فلان رجل وفلان ليس برجل، أو يشبه بشيء آخر، ذئب أو صقر حسب درجة رجولته ورضاهم عنه وحسن تصرفه وطباعه وأخلاقه، كذلك المرأة يطبق عليها المعيار نفسه، فيقولون: فلانة امرأة وفلانة ليست امرأة وقد يصفونها بأي صفة أخرى، وليس القصد إهانة الذات وتنقيص الأشخاص ولكن الذم يوجه بلا شك للفعل نفسه. يقول حميدان الشويعر: لا جاء ثور يخطب بنتك اقرع رجله وقله قف والله ما يسوى ملكتها ولا يسوى قرع الدف إن سلمت من ضرب بيده ما سلمت من بف وتف فقد وصف الشخص الذي يهين المرأة بالضرب والتفل والنفخ والتأفف دائماً بصفة حيوان هو الثور، ومعروف أن الثور جسد قوي وعقل صغير. ويقول أيضاً عن المرأة: تلقاها من طيب المعلف مثل الحمنانه مزكوره في البيت تعيزل وتبيزل ما قال الجصه ممخوره تعبا المثلوث من الجهمه من ليل يرعد تنوره وعندها رجل ثور جيد أجم يرعى في هوره أقصى ما يبعد للطايه والموقد ورده وصدوره فقد وصف امرأة ولده بالبهيمة، حيث أشار إلى أن المعلف ليدل على التشبيه للبهائم، وذلك لأنها لا تراعي مال زوجها، ولا يهمها ما تبذره من أموال ومن التمر الذي تأخذه في غفلة منه من الجصة. وشبه الأجم زيادة وتأكيداً على ثوارته، لا يسأل عن شيء في البيت غافل عنها. كذلك يورد الشاعر حميدان الشويعر الذم بصفة المدح، حيث ذم ولده مانع الذي يشير إليه هنا أنه رجل سويرة، تصغير سارة احتقاراً لها وكراهية لها، والسبب في ذمه كثرة أكله، وهروبه عند لقاء الخطر فلا يواجه الأخطار، ويصفه بالقط فيقول: ما فيهم رجال طيب الا العتوى رجل سويره شطر بذراعه وكراعه عند اللقمة وعند النيره وفي جانب المدح والثناء يمدح الأشخاص بكرمهم وحسن سمتهم وأدبهم وعلمهم وسعيهم في حاجات الناس، ومروءتهم وحفظهم حقوق الجار والنساء والأيتام والضعفاء والأرامل ومن لا ناصر له ولا معين، والشجاعة والذب عن المجتمع ودفع الأخطار عنه والحفاظ على الكرامة والسعي في النصرة... إلخ. اربع يرفعن الفتى بالعيون الظفر والكرم والوفاء والصلاح وأربع ينزلن الفتى للهوان البخل والجبن والكذب والسفاح وأربع ينزلن الفتى للزراج لين تبرأ جنوبه بيان صحاح روشن عالي فوق كل الملا مغلق ما هوته الوجيه السماح أو مكاشخ هدوم بغير القدا أو ذليل يزرق طوال الرماح أو رباعية فخرها بالحمام هي نفاذ الدوا ما تعرف الصياح فأربع خصال يرفعن الفتى وهي: (الظفر) يعني الشجاعة، و(الكرم) و(الوفاء) و(الصلاح) أما خصال الذم التي تنزل الفتى وتسقطه من العيون فهي: (البخل) و(الجبن) و(الكذب) و(السفاح). وأربع تجعل المرء عرضة لكلام الناس وانتقادهم (الزراج) وهي: روشن وهو المجلس ولكن لا يدخله أحد من الطيبين والوجيه السماح. والثياب الجديدة والمظهر الزائف بدون مخبر. أو (الذل) الذي يجعل الفرد عرضة لعدوه دائماً. أو (الفرس) التي أعدت أصلاً تداوى بها عيلة العدو واعتدائه، أي آخر الدواء الكي إذا فشلت كل الطرق وهذه الفرس فخرها صاحبها الحمام وهو الموت بشرف دفاعاً عن الوطن والكرامة وفخرها أن تركب وتدخل المعارك لكنها معطلة لا تعرف صياح المعارك فصاحبها ليس لديه الشجاعة.