حميدان الشويعر أسطورة الشعر الشعبي وأحد الشعراء الأفذاذ صاحب لسان سليط فنقده لاذع حتى أن البعض شبهه بالحطيئة لكثرة نقده وهجائه. وقد لاقى الكثير من المعاناة بسبب أسلوبه الشعري الذي يتسم بالنقد والهجاء فلم يسلم من لسانه أحد.. حتى انه طرد وهرب من بلدته وبالرغم من ذلك له قصيدة جميلة فيها عمق فلسفي وهي تزخر بالحكمة يقول فيها: ينبيك عن حقد القلوب اعيانها فيها امتياز واضح بجفانها واعلم هديت ان القلوب شواهد ينبي عن المكنون في كتمانها وافهم هديت ولا بليت بسيه يفداك من ماشاك من عدوانها وله قصيدة جميلة يضرب ببعض أبياتها الأمثال وهي: الأيام حبلى والأمور عوان وهل ترى ما لا يكون افطان الأعمار فيها ما طويل وقاصر وكل سوارب الخلايق فان ولا تأمن الدنيا ولو زان وجهها ترى رميها للعالمين احفان فكم غيرت ملك ناس وبدلت مكان الناس صار غيرهم بمكان أنايا ولدي قاسيت الايام كلها ما كاد من صعب الأمور افهان احبال الرضا ياما حدروا في هبيه طويلة ملقى جاذب واشكان ولأولئك الذين يطلبون ما لا يرتجي لانهم أخطأوا العنوان فذهبوا إلى عند الشحيح البخيل راجين منه العطايا والمكرمات لكنه خاب ظنهم: طالب الفضل من عند الشحاح مثل من أهدى زمان الصرام لقاح أو مثل طابخ الفاس يبغى مرق أو حالب تيوس يبيهم مناح اربع يرفعن الفتى بالعيون الظفر والكرم والوفا والصلاح وأربع ينزلن الفتى للهوان البخل والجبن والكذب والسفاح وينصح الآباء إذا جاءهم خاطب لبناتهم فيقول: لا جا ثور يخطب بنتك فاضرب رجله وقل له قف والله ما يسوى ملكتها ولا يسوى قرع الدف والله ما يسوى ضيفتها ولا يسوى ظلف وخف إن سلمت من ضربه بيده ما سلمت من بف وتف يروحن حيل وملاط ويجن لقح ومردف