يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر يعيشون بعد نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية الأخيرة التي حققوا فيها فوزا مفاجئا حالة من الارتباك الواضحة والتباين في المواقف ويتضح ذلك من كثرة التراجع عن التصريحات التي يدلون بها ومنها ما ذكره المرشد منذ اسبوع انه قد اسيء فهم رسالته الاسبوعية حول محرقة اليهود ، اما احدث تلك التراجعات فكانت حول موقف الاخوان من رواية اولاد حارتنا لنجيب محفوظ والممنوعة من الازهر الشريف والتي ايد فيها الاخوان نشرها وذلك خلال زيارة تاريخية للاديب العالمي قام بها وفد من مكتب الارشاد لتهنئته بيوم ميلاده ونشرت اغلب الصحف العربية بمصر وخارجها تفاصيلها ومفاجأة موقف الاخوان من الرواية. فقد نفى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين والذي قام بالزيارة لمحفوظ على رأس وفد اخواني ما نشرته الصحفِ بقبوله لما جاء في روايةِ «أولاد حارتنا» للأديبِ المصري نجيب محفوظ وزاد إنه لا يتفق ولا يوافق على بعضِ ما ورد في الرواية، وقال: «أتصور أنَّ الأستاذَ نجيب محفوظ نفسه قد عاد عن بعضِ ما كتبه في هذه الرواية ولكن دون إعلان». يشار هنا إلى ان جميع المثقفين المصريين الذين حضروا اللقاء اكدوا ان ابوالفتوح ايد نشر الرواية . وقال أبو الفتوح في تصريحات له على الرغم من مضي اكثر من اسبوعين على تلك التصريحات انه زار محفوظ لسببين الأول: لتهنئته بيوم ميلاده الرابع والتسعين، والسبب الثاني: لتقديمِ رسالةٍ عمليةٍ من الإخوان المسلمين بأنَّ أدباءَ مصر ومثقفيها محلَّ تقديرٍ واحترام، وأنه لا معنى لما يقوم به بعضُ الكتابِ من تفزيعٍ للمثقفين والأدباءِ من الإخوان المسلمين بعد وصولهم بفضلِ الله بهذا العددِ للبرلمانِ المصري. وقال أبو الفتوح: هذا، بالإضافةِ لما يحمله من تقديرٍ شخصي للأستاذِ نجيب محفوظ الذي كتب ضد الاستبداد حينما كان أعضاءُ الإخوان تحت مقاصلِ التعذيب في الخمسينيات والستينيات بينما آثر بعضُ الكتابِ الآخرين الكتابةَ في أدبِ الفراش. وفيما يتعلق بقيامِ الجهات الإدارية مثل وزارة الثقافة أو الأزهر بمصادرةِ الأعمال الثقافية مثل روايات بعض الكتاب ومنها «أولاد حارتنا»، قال أبو الفتوح إنَّ الإخوان ضد مصادرة أي عملٍ ثقافي بقرارٍ إداري، مشيرًا إلى أنَّ الجماعةَ ترى أنَّ الفكرَ لا يُواجه إلا بالفكر، وإذا وجدت أي جهة (فرد أو هيئة) أنَّ ثمةَ إنتاجاً ثقافياً يُشكِّل خطرًا على الآدابِ العامةِ أو يحتوي اعتداءٍ على الأديانِ فليس أمامه إلا اللجوء للقضاء، والقضاء وحده هو صاحب الاختصاص في الأمرِ بالمصادرة. كما نفى أبو الفتوح ما نُشِرَ عن قيامه بمهاجمة الأستاذ سيد قطب، مؤكدًا أنه داعيةٌ جليلٌ ويكفينه شرفًا أنه استُشهد في مواجهةِ نظامٍ مستبد وهو أعظم في نفسي وأرقى من أن أُهاجمه، وقال إنني قلتُ: إنني أختلفُ معه في ما أورده في بعضِ كتاباته مثل كتاب «معالم على الطريق» وغيره (كوصفه المجتمعاتِ الاٍسلامية أنها جاهلية)، وقال: إنه يكفيه في هذا المقام ما كتبه الشيخ الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي (منشور في موقع إسلام أون لاين)، مشيراً إلى ظنه بأنَّ ما كتبه قطب كان في مناخٍ غير طبيعي تحت التعذيب والقتل داخل معتقلات عبد الناصر.