نجح علماء في زرع أجزاء دقيقة من أنسجة القلب تستطيع النبض كالقلب تماما، ويأمل فريق معهد ماساشوستس للتقنية أن يؤدي نجاحهم هذا إلى التوصل إلى طرق جديدة لاصلاح أعطاب القلب. وقد تم تحضير الأنسجة من خلايا قلب جرذ تم وضعها على قالب صناعي ثم تم تنشيطها باستعمال اشارات كهربائية. وتأتي أهمية هذا التطور في أن خلايا القلب غير قادرة على التجدد اذا ما تعرضت للتلف مما يحد من فاعلية طرق العلاج المختلفة. وكذلك من الصعب زراعة خلايا القلب بالطرق التقليدية لأنها عادة ما تفقد قوامها وتتوقف عن العمل. وقال الباحث د. جوردانا فونياك نوفاكوفيتش «كنا نحاول» تحضير جزء من النسيج يمتلك خواص أنسجة القلب والذي يمكن استبدال الجزء التالف من النسيج به». وقد تم ذلك باستخدام خلايا من قلب جرذ تم تثبيتها على قالب من البوليمر ثلاثي الأبعاد يبدأ بالتحلل ببطء بينما تتطور الخلايا لتأخذ مقاس النسيج الكامل. وقد غمرت الخلايا والقالب في وسط يمدها بالغذاء والغازات ثم قام الباحثون بتعريضها لاشارات كهربائية تشبه كهرباء القلب. لم يكن الباحثون متأكدين من نجاح التجربة ولكن ثبت ان التنشيط الكهربائي ساهم بشكل كبير في تطوير نسيج قلب قادر على العمل. وقد نمت الخلايا وتحولت الى نسيج كامل بعد ثمانية ايام من زراعتها وأصبحت على مستوى تركيبي ووظيفي مرموق. وقال د. روبرت لانجر الذي ساهم في البحث: لقد قمنا بتقليد ما يفعله جسم الانسان ونجحنا في ذلك. ويعتقد الباحثون ان التنشيط الكهربائي يساعد في تكييف الخلايا بحيث تستطيع الاتصال ببعضها بشكل فعال ومتناسق. والخطوة التالية في هذا البحث هي محاولة تحضير أنسجة بسمك مناسب للزرع. والمشكلة تكمن في توفير الأكسجين لجميع الخلايا في النسيج. وقال د. شارمين جرفيث من مؤسسة القلب البريطانية: «يصاب شخص ما في بريطانيا بأزمة قلبية كل دقيقتين مما يتلف عضلات القلب ويجعلها عاجزة عن ضخ الدم بشكل فعال، والجميل في هذا الاختراع أن الباحثين قد يكونون وفقوا في تحضير أنسجة تستخدم لرتق عضلات القلب التالفة، مما يساهم لاحقا في اصلاح أنسجة القلب التالفة، ومع ان هذا البحث لا زال في مراحله المبكرة الا ان استخدام خلايا قلب حية قد يكون حلا لأولئك الذين يعانون من تلف أنسجة القلب في المستقبل».