أجرت الهند وباكستان امس الاحد تجربة ناجحة لخدمة حافلات تربط بين مدينتي امريتسار الهندية ولاهور الباكستانية في إطار عملية السلام الحذرة بين البلدين. وغادرت الحافلة الهندية التي طلي عليها علما البلدين مدينة امريتسار بولاية البنجاب متجهة إلى لاهور في اقليم البنجاب على بعد 60 كيلومترا إلى الغرب. وذكر شاهد أن فرقة موسيقية باكستانية عزفت لدى وصول الشاحنة الذهبية اللون التي تقل مسؤولين هنوداً لحظة عبورها نقطة الحدود. وقال قائد الحافلة امريك سينغ لمحطة (ان. دي. تي. في 24/7) التلفزيونية الاخبارية «انا سعيد لدرجة لا يمكن وصفها.» ووصلت الحافلة في وقت لاحق إلى لاهور. وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب وكانت كشمير سبباً في اثنتين منها ولكنهما شرعا في عملية سلام قبل عامين. وفي ابريل (نيسان) بدأت الهند وباكستان خدمة حافلات بين شطري كشمير. ويجري تسيير الحافلات في هذه الخدمة مرتين شهريا. وكانت الرحلة التجريبية مقررة في اكتوبر (تشرين الأول) ولكنها تأجلت بسبب الزلزال الذي هز كشمير في الثامن من نفس الشهر وقتل اكثر من 73 الفا في باكستان وحوالي 1500 في الهند. وستجري باكستان رحلة تجريبية من لاهور إلى امريتسار في 13 ديسمبر كانون الأول على ان تبدأ الرحلات المنتظمة في 27 ديسمبر. وقال وزير النقل في ولاية البنجاب الهندية أ. ر. تالوار إن حافلتين ستغادران امريتسار ولاهور اسبوعيا ولكنه عبر عن امله في زيادة عدد الرحلات. وقال للصحفيين عند نقطة عبور واجاه «اتمنى ان تقوم هذه الحافلات برحلات يومية.» ويعتزم الجانبان اجراء محادثات يومي 20 و21 ديسمبر في اسلام اباد للانتهاء من ترتيبات تنظيم رحلات للحافلات بين امريتسار ونانكانا صاحب وهي مدينة مقدسة للسيخ في شرق باكستان. وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية شيام ساران في مؤتمر عقد في نيودلهي يوم السبت «الانفراج المحدود نوعا ما بين الهند وباكستان على مدار العامين الماضيين اظهر ان هناك رغبة مكبوتة في التفاعل وتطوير الاعمال.» ورغم تحسن العلاقات وزيادة حركة المواصلات بين البلدين لم يتحقق تقدم يذكر بشأن كشمير جوهر الخلاف بينهما. وتقول الهند إن أكثر من 45 ألفا لقوا حتفهم في تمرد انفصالي للمسلمين في الجزء الهندي من كشمير منذ عام 1989 بينما تقول باكستان إن العدد أكبر من هذا بكثير.