حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة اليوم من الحماس والعاطفة الجياشة دون ضابط ، والتسرع في الفتيا بغير علم ، والاندفاع في ترويج الشائعات. وقال : الألسن تتلقى الأقوال ، وتتقاذف التهم بلا تردد ، ويمر القول على الآذان ، وتستقبله بلا وعي ، وينساق بلا عقل دون أن يتأمله القلب ويعرض على ميزان الشرع " وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم " ، عادا الاندفاع نحو الشائعات استعجالا مذموما ، واتهاما للأبرياء دون تثبت ، قال الله تعالى : " إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ". وأضاف : الحماس والعاطفة الجياشة دون ضابط صورة من الاستعجال المذموم الذي لا يخدم قضايا الأمة ، ومن العجلة الجور في الأحكام والتسرع فيها وخاصة في المسائل الكبار ، وهذا يقود إلى التسرع والتساهل في دماء المسلمين لأن سفك الدم بغير حق أمر عظيم ووبال أليم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار " ، وقد تفضي العجلة إلى الطيش ووضع الأشياء في غير موضعها فيجني الإنسان على نفسه ومجتمعه وأمته ومن كان ديدنه الاستعجال أسرته الطنون والشكوك وأصيب بداء تتبع عورات الآخرين وترصد الزلات والتجرؤ على الفتيا وأجسر الناس على الفتيا أقلهم علما ، يقول بعض السلف في زمانه : " ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السراق ". وقال : استعجال النصر دون التمكن من الأسباب جهل بسنن الله قال الله تعالى : " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " ، ذلك أن النصر أمر متروك لله سبحانه وتعالى يجعله على يد من يشاء من عباده ، العجلة في القضاء والحكم والفصل بين الناس إفساد لحياتهم وتضييع لحقوقهم. وتحدث فضيلته عن صور من الاستعجال المذموم كالقضايا والمشاكل الزوجية ، واستعجال إجابة الدعاء ، ثم تناول الصور المحمودة للعجلة كالمسابقة في الخيرات " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ".