يظل الإبداع الشعري ميزة الشعر ولذته وحب الاستماع له ومتابعته فمن يسخر موهبته الشعرية بابتكار ابيات شعرية جميلة قد تكون مغايرة في تركيبها نوعا ما عن غيرها من القصائد فانه بذلك خدم الشعر بشيء جديد كما انه يوحي للشعراء بفكرته واسلوبه في النهج للقصيدة ويفتح لهم طريقاً للابداع الشعري والنهج من هذا النوع خدمة للموروث الشعري بحق مع التزامنا بضوابط القصيدة من الوقفات الشعرية والقوافي المهمة في التركيب والترابط والفكرة والوصف،، ونهج الشاعر طريق من سبقوه في كل شيء يعد تكررا حتى ولو كانت الأبيات كاملة فيها من الأمثال والحكم التضمينية الجميلة فان من يطلع عليها توارده الشكوك في قائل القصيدة او انها قد سبق وان مرت عليه او شيء من هذا وبهذا لايخدم الشعر بشيء وتعد ابياته الشعرية مستهلكة وهذه الطريقة في طرح القصيدة يمتهنها شعراء البعض منهم حديثون والآخرون شعراء قدامى لايستطيعون مواكبة التجديد الشعري واستحداث الألفاظ العصرية وحتى يطور الشاعر نفسه ويخدم الساحة الشعبية لابد للشاعر ان يكون مطلعاً ولو قليلا على بعض القصائد وبعض نهج الشعراء المبدعين حقا والجدد واستخلاص فكرة من شعرهم ويستخدمه في طرح قصيدة يبدع فيها يخالف غيره عن نهجهم ويبتعد عن التقليد والتكرار حتى ولو كانت الفاظها قديمة المهم ان يحرص على التوظيف الجميل والتشبيه ويحرص على الترابط والتركيب للجمل الوصفية حتى يميز قصيدته وتجد قبولا من المتلقي. ومن يتابع الساحة اليوم يحس بالملل من المتابعة لكثرة الشعر المستهلك الذي ينهجه بعض الشعراء ويبرزونه عبر الأغلفة الإعلامية والبعض يدفع عليه من المال في سبيل النشر ويفرد له الصفحات لابرازه للآخرين وهو احيانا لايرقى إلى الذوق ولايستحق تلك الخسارة المالية لنشره.. ان الموروث الشعبي بحاجة إلى ابتكارات جديدة سواء في الألفاظ او التصوير والتشبيه بما يواكب عصرنا وجيلنا الجديد ويواكب أفكارهم وتطلعاتهم ومعايشة عصرهم لجذبهم من خلال ذلك إلى العادات والمسالك الطيبة بواسطة الشعر بالوصف الذي يرى انهم يدركون معناه فيه،، وعلى الشاعر تسخير موهبته لخدمة الموروث الشعبي بما تفيض به قريحته من شعر إلى اثراء الساحة بالشعر الجميل والابتعاد عن التكرار الذي لايخدم الساحة والشاعر بشيء والذي له المردود السلبي على اخفاق وشهرة الشاعر.