أكدت دراسة إسبانية حديثة أن حمية البحر الأبيض المتوسط تحمي ضد الإصابة بالاكتئاب. وأظهرت الدراسة التي شارك فيها أكثر من 15,000 شخص أن الحمية الغنية بالخضروات والفواكه والأسماك والمكسرات ومنتجات الحبوب الكاملة وزيت الزيتون أنها يمكن أن تقي من الإصابة بالاكتئاب. وتعد حمية البحر المتوسط من أفضل الأنظمة الغذائية الصحية في العالم؛ حيث يتناول الأشخاص الذين يتبعونها كميات كبيرة من الخضراوات والفواكه والأسماك والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، ويقللون من تناول اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. ويذكر أن الكثير من الأطباء يقومون بتوصية مرضاهم بإتباع حمية البحر الأبيض المتوسط نظراً لدورها الوقائي في حماية الجسم من النوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والشرايين الأخرى. وأثبتت الدراسة أن حمية البحر الأبيض المتوسط لا تقي الجسم فقط من هذه الإصابات بل تقوم أيضاً بالتأثير على الصحة العقلية وحماية الشخص من الإصابة بالاكتئاب. وكشفت نتائج الدراسة عن وجود علاقة قوية غير مباشرة بين مخاطر الإصابة بهذا المرض النفسي وبين الكمية المستهلكة من الفواكه والمكسرات والبقول وغيره من غذاء بحر الأبيض. كلما إزداد تناول مثل هذه الأطعمة كلما قلت مخاطر واحتمالات الإصابة بالاكتئاب. ويقول المشرف على الدراسة أن هناك عدة تفسيرات محتملة لهذا التأثير الإيجابي للحمية. الأول منها هو أن حمية البحر الأبيض المتوسط تقوم بتحسين وظيفة البطانة الشريانية (جدار رقيق من الأوعية الدموية الداخلية)، التي تقوم بدور أساسي في تشكيل وبناء بما يسمى بالغذاء العصبي (عامل التغذية العصبية للدماغ)، والتي تعد ضرورية لنمو ونشاط الخلايا العصبية، لأن في بعض حالات الاكتئاب يشتبه أن هناك خلل في وظيفة عامل التغذية العصبية، كما يقول المشرف. بالإضافة إلى ذلك يقوم زيت الزيتون بتعزيز صلة الناقل العصبي سيروتونين مع المستقبلات في الخلايا العصبية. حيث أكد المشرف على أن السيروتونين يلعب دورا رئيسيا في حالات الاكتئاب وقال إن الأدوية الكيميائية المقاومة للاكتئاب تقوم بزيادة مادة السيروتونين في الدماغ، على سبيل المثال. كما يدعي المشرف أن الأثر الإيجابي لحمية بحر الأبيض المتوسط هو أيضاً غناها بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي تكثر في الأسماك والمكسرات وأيضاً بشكل وفير في الزيوت النباتية، ربما لأنها تقوم بتحسين وظيفة الجهاز العصبي المركزي. كل هذه الآليات تحسن وظيفة الدماغ وقدرتها على مقاومة الصعوبات اليومية التي تزيد من إنتاج هرمونات التوتر والإجهاد، يقول المشرف. لكنه يؤكد أيضاً أن حمية بحر الأبيض المتوسط لا تعالج حالات الاكتئاب بل تحمي فقط من الإصابة بها.