بعد أن حدد مهرجانا «برلين» و»كان» السينمائيان الأفلام المميزة في النصف الأول من العام الحالي، وبعد أن أشار مهرجان «صندانس» إلى الأفلام المستقلة الأكثر تميزاً في القارة الأميركية، يأتي مهرجان البندقية السينمائي ويليه، متقاطعاً معه في بعض أيامه، مهرجان تورنتو السينمائي، ليكملا لائحة أهم أفلام العام مع ترك بعض الفراغات التي ستملؤها العروض التجارية الأخيرة في الشهرين الأخيرين من العام، وكذلك أسماء قليلة قد يكشف عنها مهرجاني نيويورك ولندن. ويمكن القول أنه بمجرد انتهاء هذين المهرجانين تبدأ التكهنات الأولية بترشيحات الأوسكار، وخاصة في الفئات الرئيسية. وكانت القوائم الرئيسية للمهرجانين لهذا العام واعدة بأسماء مخرجيها وقصص أفلامها وممثليها وتنبئ عن سنة واعدة بالحصاد السينمائي الجيد. من مهرجان فينيسيا -أو البندقية- يبزر فيلم «A Bigger Splash» وهو دراما نفسية تتناول زوجين يقضيان إجازة في إيطاليا تتحول إلى كابوس. وهو من بطولة تيلدا سوينتن ورالف فينيس وإخراج الإيطالي لوكا جواداجنينو. أما فيلم «Beasts of No Nation» فيشارك في مهرجان البندقية وسيعرض في تورنتو في أيامه الأخيرة، وهو من إخراج كاري فوكوناغا، ويتناول حياة طفل يشارك كجندي في الحرب الأهلية في إحدى الدول الأفريقية. كما أن هناك عودة منتظرة للمبدع تشارلي كوفمان ككاتب سيناريو ومخرج في فيلم تحريك بتقنية الستوب موشن وهو بعنوان «Anomalisa» ويشاركه في الإخراج دوك جونسون، ويتناول قصة متحدث عن التحفيز وتطوير الذات يواجه أزمة وجودية. كما تشارك الولاياتالمتحدة بفيلم دراما الخيال العلمي «Equals» وهو من إخراج دريك دورموس وكتابة نيثان باركر، وهو من بطولة نيكولاس هولت وكريستن ستيوارت. أما على صعيد السينما العالمية، فمن أهم الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية، فيلم «Francofonia» للمخرج الروسي إلكسندر سوخروف وهو إنتاج فرنسي ألماني وهولندي مشترك. وكذلك الفيلم الإيطالي «Blood of My Blood» للمخرج ماركو بيلوتشيو، وفيلم «11 Minutes» للمخرج البولندي يرزي سكوليموفسكي، الذي يروي أحداثاً لعدة أشخاص تتقاطع مع بعضها البعض خلال 11 دقيقة. وكذلك الفيلم ذو الإنتاج الإسباني الأرجنتيني المشترك «The Clan» للمخرج بابلو ترابيرو والذي يشارك المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودفار في إنتاجه. كما يشارك المخرج الكندي آتوم إيجوايان بفيلم التشويق «Remember» والذي يشارك في المهرجانين معاً. كما يشارك المخرج الجزائري مرزاق علوش في قسم «آفاق» بفيلم «مدام كوراج» وهو إنتاج جزائري، فرنسي، وإماراتي. أما عن أهم الأفلام المشاركة في المهرجان، خارج المسابقة الرسمية فهناك فيلم المخرج توم ماكارثي «Spotlight» والذي يشارك في بطولته مايكل كيتون وهو الفيلم الأول الذي يعرض له بعد فيلم «بيردمان» الذي نال عنه أوسكار أفضل ممثل للعام الماضي، ويتناول فيلمه الجديد التحقيق الصحفي الذي قامت به جريدة بوستن غلوب عام 2002 والذي كشف عن تستر الكنيسة الكاثوليكية على قضايا تحرش قام بها رجال الكنيسة. ومن خارج المسابقة هناك فيلم «Everest» وهو من بطولة جاك جالينهال وكيرا نايتلي ومن إخراج الآيسلندي بالتاسار كورماكور ويروي أحداث مستقاة من كارثة 1996 حين هبت عاصفة ثلجية أثناء تسلق مجموعة من الأشخاص لقمة إيفريست، والذي يشارك في المهرجان كفيلم افتتاح خارج المسابقة، يذكر أن فيلمي الافتتاح في العامين الماضيين لمهرجان البندقية وهما فيلمي «جاذبية» و»بيردمان» حصداً عدة جوائز أوسكار، بعد ذلك. كما يعرض خارج المسابقة فيلم «Black Mass» وهو من بطولة جوني ديب ويروي قصة رجل العصابات جيمس وايتي بولغر والذي استغل وضعه كمخبر للإف بي آي للتخلص من كل منافسيه خلال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وهو من إخراج سكوت كوبر الذي أخرج فيلم «Crazy Heart» و»Out Of Furnace». وأخيراً هناك فيلم «Go With Me» والذي يخرجه دانيل ألفريدسون وهو من بطولة أنثوني هوبكنز وراي ليوتا وجوليا ستايلز حيث تقوم بدور فتاة تعود على قريتها لتواجه اعتداءات من شرطي سابق تحول إلى مجرم. وفيما يتعلق بمهرجان تورنتو السينمائي، فيمكن القول إنه المهرجان صاحب العروض الأكثر زخماً رغم أنه يافع مقارنة بالبندقية ولكنه يحظى دائماً بعروض مهمة. فهناك 289 فيلما طويلا و110أفلام قصيرة من 71 دولة وهناك مشاركات عربية لافتة فيه أيضاً. وفيما يخص الأفلام الوثائقية، فأبرز المشاركات هو فيلم المخرج الأميركي المشاكس مايكل مور بعنوان « Where to Invade Next»، وفيلم المخرج ديفس جاكينهايم بعنوان «He Named Me Malala». أما أبزر الأفلام فهو فيلم ريدلي سكوت الجديد «The Martian» وهو من بطولة مات ديمون وجيسيكا تشايستن، وهو من أفلام الخيال العلمي الضخمة الإنتاج والمقتبسة عن رواية لإندي واير بنفس الاسم. وهناك أيضاً فيلم دنماركي ملفت من إخراج أندريه توماس جينسين وبطولة الممثل الدنماركي الشهير مادس ميكيلسين وهو من نوع الكوميديا السوداء وبعنوان «Men And Chicken». كما يشارك المخرج البريطاني ستيفن فريرز صاحب فيلمي «فيلومينا» و»الملكة» بفيلمين، الأول بعنوان «Florence Foster Jenkins» ويتناول قصة الوريثة النيويوركية التي كانت تحلم بأن تكون مغنية أوبرا رغم عدم امتلاكها لصوت جميل. وهو ينتمي إلى الكوميديا الدرامية ومن بطولة ميريل ستريب وهيو غرانت، أما الثاني فيتناول قصة واقعية أيضاً بعنوان «The Program»، ويروي قصة الصحفي الإيرلندي الذي قرر الكشف عن تعاطي الرياضي لانس أرمسترونج لمواد ممنوعة. ومن الأفلام المنتظر عرضها في مهرجان تورنتو فيلم «Room» وهو مقتبس من رواية شهيرة تحمل نفس العنوان للروائية إيما دونوجهيو والتي قامت أيضاً بكتابة السيناريو للفيلم، وهو من إخراج ليني أبراهامسون. والفيلم البريطاني «Legend» والذي يؤدي فيه الممثل البريطاني الموهوب توم هاردي دوري ورني وريجي كراي وهما مجرمين سيئي السمعة في بريطانيا. وفيلم» I Saw The Light» والذي يتناول حياة الموسيقي هانك ويليامز وهو من إخراج مارك أبرهام. وفيلم «Our Band Is Crisis» من بطولة ساندرا بولوك ومن إخراج ديفيد جوردون جرين، وفيلم « London Fields» وهو من بطولة جوني ديب وكارا ديفيلين ومن إخراج ماثيو كولين. مايكل مور ميريل ستريب في فيلمها الجديد