افتتح مهرجان تورنتو دورته التاسعة والثلاثين في الرابع من هذا الشهر بفيلم "The Judge". وقد أصبح هذا المهرجان اليافع مقارنة مع مهرجانات كان وفينيسيا وبرلين هو الأكبر في القارة الأمريكية ولكن المنافس له وخاصة هذه السنة باختياراته القوية هو مهرجان نيويورك (يبدأ في أواخر شهر سبتمبر) والذي نجح في الاحتفاظ لنفسه بفيلمين خسرتهما كل المهرجانات الأخرى وقد يكونان أفلام منافسة للأوسكار وهما: "Inherent Vice" لبول توماس أندرسون و""Gone Girl لديفيد فينشر. وفي المقابل فهناك العديد من الأفلام التي عرضت في كان وفينيسيا وستعرض عرضها الأول في القارة الأمريكية في مهرجان تورنتو، قبل ذهابها إلى نيويورك. كما يحتفظ المهرجان لنفسه ببعض الأسماء المهمة والتي يتوقع أن يكون لها حضور في ترشيحات الأوسكار. إلى جانب أن المهرجان يقدم لهذا العام مشاركات من 80 دولة. وإذا كانت الأفلام المشاركة هي 393 فيلماً، فإن 143 فيلماً منها هي عروض دولية أولى. نسرد هنا بعضاً من أهم الأسماء المشاركة فيها. ربما لم يأتي فيلم الافتتاح "The Judge" بالانطباع المأمول منه، لكنه كان أحد الأفلام التي ترقب العديد من النقاد مشاهدتها. يحكي فيلم "The Judge"، عن محام يعود إلى مسقط رأسه (روبرت داوني جونيور) ليدافع عن أبيه القاضي (روبرت دوفال) المتهم بقضية قتل والذي لم يكن له علاقة بابنه، وأثناء البحث عن القضية يتعرف المحامي على عائلته التي ابتعد عنها. وهو من إخراج ديفيد دوبكين وكتبه بالاشتراك مع نيك شينك وبيل دوبوكيو. يعرض أيضاً الفيلم الدانماركي "A Second Chance" وهو من إخراج سوزان بير والتي سبق أن فاز فيلمها "In a Better World" بأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2010 بعد أن رشح فيلمها "After The Wedding" عام 2006 لنفس الجائزة ولكنها ذهبت حينها إلى "The Lives of Others". ويدور الفيلم حول ما يمكن أن يصل إليه الأشخاص عندما يتأملون ويفقدون الإحساس بالعدل. من الفيلم الدنماركي «فرصة ثانية» كما يشارك في المهرجان فيلم "The Drop" وهو من إخراج المخرج البلجيكي مايكل روسكام والذي سبق أن رشح فيلمه البلجيكي "Bullhead" لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2011. في فيلمه الجديد، الناطق بالإنجليزية، يتم ارتكاب عملية سرقة وأثناء التحقيقات تتكشف علاقات متداخلة بين أصدقاء وعائلات وخصوم يتعاملون معاً لاكتساب الرزق مهما كان الثمن. ويشارك أيضاً فيلم "Madame Bovary" والمقتبس عن الرواية الفرنسية الشهيرة "مدام بوفاري" للكاتب جوستاف فلوبير. وهو من إخراج صوفي بارثيس وقد شاركتها في كتابة النص روز بارينيش. وهو من بطولة ميا واسيكوسكا وبول جياماتي وإزرا ميلر. كما يعرض فيلم "The Imitation Game"، وهو عن عالم رياضيات بريطاني يحاول أن يفك شفرة أثناء الحرب العالمية الثانية ومن بطولة بنيدكت كامبرباتش وكيرا نايتلي وإخراج مورتين تايلدم وكتابة أندرو هودجيس وجراهام مور. وهناك فيلم "Nightcrawler" وهو عن شاب مندفع يتصادم مع العالم الخفي لصحافة الجريمة في لوس أنجلوس. وهو من بطولة جيك جيلينهال وريني ورسو وإخراج وكتابة دان جيلروي والذي سبق أن أخرج "ٌ"Real Steel و"The Bourne Legacy" و "Two for the Money". كما يعرض في المهرجان فيلم "Rosewater" ويحكي قصة مازائير بهراني الصحفي الكندي الإيراني الذي تم اعتقاله وتعذيبه في إيران وهو من بطولة غييل غارسيا بيرنال وإخراج وكتابة جون ستيورات (مقدم البرنامج الشهير (The Daily Show. وهو مقتبس عن كتاب بهراني وأيمي مولوي بعنوان "Then They Came for Me: A Family Story of Love, Captivity and Survival". وهناك فيلم "Men, Women, And Children", وهو من إخراج جايسون ريتمان وشارك في كتابته معه إيرين كريسيدا ويلسون عن رواية لتشاد كولتجن، ويتحدث عن مجموعة من المراهقين وأهاليهم وأثر الإنترنت على علاقاتهم الخاصة. وهو من بطولة روزماري ديويت وايما تومسون ودين وريس وجنيفر جارنر وآدم سناندلر وجودي جرير. كما يعرض الفيلم البريطاني "The Theory of Everything"، وهو مقتبس عن السيرة الذاتية لجين هاوكينج التي روتها في كتاب بعنوان "Travelling to Infinity: My Life with Stephen". وتحكي فيه عن علاقتها بزوجها الفيزيائي الشهير ستيفن هاوكينج وهو من إخراج جيمس مارش (المخرج الحائز على الأوسكار عن فيلمه الوثائقي Man On Wire"" عام 2008). وهو من بطولة ايميلي واتسون وفيليستي جونز وايدي ريدماين. وأخيراً هناك فيلم "While We're Young" وهو فيلم من إخراج وكتابة نوا بومباخ (مخرج الفيلم الجميل فرانسيس ها) وهو من بطولة بين ستيلر وأماندا سيفريد وناعومي واتس. ويروي قصة مخرج أفلام وثائقية متوتر دائماً تبدأ شخصيته وشخصية زوجته بالتغير بعد تعرفهما على زوجين شابين أكثر انطلاقاً. وهذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الأفلام المميزة التي عرضت في مهرجاني كان وفينيسيا ومنها الفيلم السويدي الفائز بالأسد الذهبي "A Pigeon Sat on A Branch Reflecting On Existence"، وفيلم السعفة الذهبية "Winter Sleep"، وفيلم "Foxcatcher" في أول عرض له بعد فوزه بجائزة أفضل إخراج في مهرجان كان، وفيلم "The Look of Silence" الفائز بجائزة التحكيم الكبرى في مهرجان فينيسيا مؤخراً. أما على صعيد المشاركات العربية فهناك في قسم الأفلام الوثائقية فيلم بعنوان Iraqi Odessy" أوديسة عراقية" من إخراج سمير وفيها يعرض المخرج سمير هجرات عائلته خلال ما يربو على نصف قرن من الزمن وهو معروض بتقنية ثلاثي الأبعاد. وكذلك هناك الفيلم اللبناني "الوادي" وهو من إخراج غسان صلهاب بالإضافة إلى فيلم "ذيب" للأردني ناجي أبو نوار والحائز مؤخراً على جائزة أفضل إخراج من مهرجان فينيسيا لمسابقة "آفاق" والفيلم الفلسطيني "فيلا توما" وكذلك الفيلم الوثائقي السوري "Silvered Water, Syria Self Portrait" لمخرجه أسامة محمد ووئام سيماف. وأخيراً فيلم المخرجة السعودية شهد أمين القصير بعنوان "حورية وعين". المهرجان يعرض نسخة جديدة من «مدام بوفاري» جون ستيوارت يقدم قصة تعذيب «صحفي» في إيران