يخطئ كثيرا من يربط قلق الجماهير الشبابية على مستقبل فريقها بانتقال المهاجم نايف هزازي إلى النصر، أو استقالة الرئيس الذهبي خالد بن سعد، التي تزامنت مع انتقال هزازي، فهذا الفريق منذ تحقيقه لقب الدوري السعودي 2011-2012 بدأت ملامح تراجعه فنيا وعناصريا تتضح للمتابع الحصيف، وكأنه قد تشبع من المنافسة وتحقيق الانجازات بعد هذه البطولة. على الرغم من تحقيق لقبي كأس خادم الحرمين 2013-2014 ثم كأس "السوبر" في نسخته الأخيرة على التوالي، إلا أن "الليث" الذي كان يفقد قواه شيئا فشئيا لم يستطع التحامل على جراحه العميقة، فنزف كثيرا في (دوري عبداللطيف جميل) الموسم المنصرم، وتراجع إلى المرتبة الخامسة أول مرة منذ عام 2002-2003م عندما حل سادسا في ذلك الدوري، وكان الخروج الباكر ينتظر الشباب في الموسم الفائت في بطولتي كأس ولي العهد وبطولة كأس الملك، فيما سجل أسوأ مشاركاته في البطولة الآسيوية عندما تذيل مجموعته في الدور الأول من البطولة الجارية، وغادر البطولة باكرا بنتائج مخيبة، ولن يتمكن بالطبع من المشاركة في النسخة المقبلة بعد تراجعه خامسا في الدوري المحلي. الأوضاع الشبابية الجارية تعد مرحلة انتقالية تاريخية يمر بها أي فريق في العالم، تتطلب تعاملا خاصا من مسيريه، والتفافا شرفيا حول النادي، لإعادته الى جادة المنافسة، من دون الدخول في متاهة طويلة من المقارنات بين رؤساء النادي، أو اجترار الماضي، واستقالة الرئيس الذهبي خالد بن سعد كانت متوقعة مع نهاية الموسم المنصرم. فكل العوامل التي كانت تحيط بالإدارة لم تكن تساعد على الابحار به وسط الاستحقاقات المتتالية والقوية، من دون أدوات مساعدة افتقدها الفريق على الأصعدة الفنية والإدارية، وجاءت امتدادا لتململ وتذمر الإدارة السابقة برئاسة خالد البلطان، في آخر مواسمها وتلويح الرئيس بالاستقالة في كل مرة، والرحيل عن النادي، وكأن الجميع كان يشعر أن الفريق بدأ يفقد هويته الفنية، ولم يعد منافسا حقيقيا على البطولات، ولم يعد بإمكانهم بالتالي العمل اداريا وسط هذه الظروف أكثر مما تم تقديمه من عمل. مرحلة الشباب الآن لا تحتمل البكاء على الأطلال، بل تحتاج إلى طبيب ماهر يدرك حقيقة المراحل الانتقالية في حياة الأندية، فنظرة عامة لعناصر الشباب الحالية نراه يضم عددا كبيرا من اللاعبين ممن تجاوزوا الثلاثين، ولم يعودوا قادرين على العطاء أكثر مما مضى وحان قرار تسريحهم أو اعتزالهم. فوز "الليث" ببطولة كأس الأمير فيصل الاولمبي هو بمثابة الخطوة الأولى لبناء شباب المستقبل والصبر عليه، فالشباب الذي أنجب خالد المعجل، سعيد العويران، فهد المهلل، فؤاد أنور، عبدالرحمن الرومي، صالح الداود، سالم سرور، رمزي العصيمي.. وغيرهم من النجوم الكبار، يستطيع العودة في فترة وجيزة لمكانه الطبيعي، منافسا في كل البطولات. أعضاء الشرف الشبابيون بقيادة الأمير خالد بن سلطان أمامهم مهمة كبيرة لتوفير البيئة المناسبة، والداعمة للإدارة أيا كان الرئيس والأعضاء، للعمل خلال المواسم المقبلة وسط أجواء محفزة للتفكير والبذل والعطاء، أولها الاسراع في توفير عقود الرعاية، والتعاقد مع اللاعبين الاجانب المناسبين في وقت باكر. والشباب تاريخيا عرف بالنجاح في استقطاب أفضل المحترفين الأجانب وأرخصهم عقودا، ومنح الثقة للجهاز الفني الجديد بقيادة الأرجوياني الفارو جوتيريز لمدة موسمين فأكثر للعمل ومتابعة احتياجات الفريق، سيثمر نتائج مميزة سيجنيها الشبابيون مع الاستقرار الاداري والفني، ومنح اللاعبين الشباب الفرصة الكاملة لقيادة "الليث" الجديد، غير ذلك فإن الدوران في حلقة مفرغة والتعالي على الواقع الحالي للفريق عناصريا وفنيا واداريا وشرفيا سيجعل الغياب يطول ويمتد أكثر مما لا يليق بعراقته وتاريخه.