ستكون الجماهير السعودية مساء اليوم (الخميس) على موعد مهم من مواعيد الموسم الرياضي الجديد، وفي بداية مثيرة مع نهائي كأس "السوبر" بين النصر والشباب، في نسخته الرسمية الثانية، بعد أن حقق الفتح الأسبقية في الموسم الماضي بإحراز اللقب الأول، أمام منافسه الاتحاد بالفوز في الشوطين الإضافيين من المواجهة التي جرت بينهما بثلاثة أهداف لهدفين. ووصل النصر والشباب لهذه المواجهة الذهبية الحاسمة على كأس السوبر وفق نظام البطولة الحديثة الذي ينص على ملاقاة بطل الدوري مع بطل كأس الملك في مباراة واحدة تحسم لقب السوبر، إذ جاء وصول النصر بعد فوزه ببطولة الدوري في الموسم الفائت، وتحقيق الشباب كأس الملك في الموسم ذاته، ويمتلك الطرفان كل الإمكانات والنجوم في صفوفهما، وسط تطورات وتعزيزات عناصرية وفنية محلية وأجنبية، استعدادا لتقديم مباراة ممتعة للجماهير المتعطشة لبداية موسم جديد حافل بالندية والإثارة والمنافسة الشريفة. النصر وحلم البطولة الثالثة على التوالي يترقب النصراويون بشغف حسم لقب بطولة السوبر لفريقهم، رغم قوة منافسه العنيد الشباب، لتصبح البطولة الثالثة للنصر على التوالي، بعد موسم ذهبي فائت عاشه النصراويون، بتحقيق لقب بطولة كأس ولي العهد ثم بطولة الدوري بكل جدارة واستحقاق وبمستويات مميزة وبأرقام قياسية، فيما جاء بعد ذلك القرار المفاجئ لبعض الجماهير النصراوية والمتابعين، بالاستغناء عن مدرب الفريق الأرجوياني كارينيو، وسط ردود متباينة حول هذا القرار، إلا أن الثقة الجماهيرية التي اكتسبتها إدارة النصر في المواسم الماضية نظير نجاحاتها في تطوير الفريق وتدعيمه بالصفقات المميزة ذات العيار الثقيل، ساهم ذلك في تقبل هذا القرار، الذي تبعه التعاقد مع المدرب الإسباني كانيدا صاحب التجربة الفنية القصيرة التي لا تحوي أي انجاز في سيرته الخاصة. في الوقت ذاته واصلت إدارة النصر كسب الصفقات المحلية لتدعيم صفوف الفريق وتقوية مراكزه، فكان الحضور هذا الموسم للاعب المحور الشاب عبدالعزيز الجبرين قادما من الرائد، وتبعه مدافع العروبة الصلب علي الخيبري، وسبقهما نجم الوسط أحمد الفريدي بعد تجربته القصيرة بالقميص الاتحادي، واختتمت هذه الصفقات بالتوقيع مع حارس الشباب السابق حسن شيعان. وعلى صعيد العنصر الأجنبي كانت التحركات الإدارية النصراوية هذا الموسم تستشعر الإخفاق السابق في الملف الأجنبي، فتوالت الصفقات القوية التي جاء أهمها التعاقد مع المهاجم البرازيلي هيرناني دي سوزا لاعب فريق فلامنجو، ليختتم عقد المحترفين الأجانب، بعد أن جاء التعاقد أولا مع البولندي أدريان ميرزفيسكي، والبرازيلي ماركينيوس، وقبلهما التجديد مع المدافع البحريني محمد حسين الذي أثبت حضوره مع النصر. الشباب بطموح الذهب مع الرئيس الذهبي منذ مستهل التسعينيات الميلادية وفريق الشباب يواصل حضوره المستمر في مشهد النهائيات، حتى بات أكثر تمرسا وخبرة بتحقيق البطولات والمنافسة القوية عليها، رغم تراجع مستوياته الفنية منذ موسمين، فكان لقب بطولة كأس الملك في ختام الموسم الماضي منقذا للتراجع الشبابي، وليدلف الفريق لموسمه الجديد بطموحات أكبر وآمال عريضة، بعد استقالة الإدارة السابقة وعودة الأمير خالد بن سعد لرئاسة النادي، وهو الرئيس الذي يحلو لمحبي الشباب تسميته بالرئيس الذهبي، بعد أن حقق مع الشباب كثيرا من البطولات والإنجازات، وتتفاءل الجماهير الشبابية بعودة الرئيس الذهبي مع أولى بطولات الموسم نظير حنكته ونجاحه الباهر في قيادة دفة الفريق الإدارية. وفي بداية التجهيزات الشبابية للموسم الجديد كان الاتفاق مع مدربه السابق البرتغالي جوزيه مورايس على العودة لتدريب الفريق، بعد تجربة قصيرة مطلع العام 2007، ليكون خلفاً للتونسي عمار السويح الذي فضل ترك منصبه عقب تحقيق كأس الملك الموسم الماضي. وانتهت إدارة الشباب الجديدة بالاتفاق مع البرتغالي مورايس من ملف اللاعبين الأجانب باكرا بعد التوقيع من المدافع الأردني طارق خطاب والبرازيليين لاعب الوسط رافينها والمهاجم روجيريو والمهاجم السنغالي مباي دياني. وعلى الصعيد المحلي عاد نجم الوسط وقائد الشباب سابقا عبده عطيف لفريقه الشباب مرة أخرى قادما من نادي النصر، ووقع الشباب مع المدافع حمد الجيزاني قادما من الرياض، فيما كسب الشباب أيضا صفقة مدافع النهضة عبدالله الدوسري، والمدافع سند العميري من الكوكب. لمن خطوة الذهب في أول المشوار؟ بين النصر والشباب كأس السوبر الذي يمثل خطوة مهمة في مستهل الموسم الجديد، وسيمنح البطل الكثير من الثقة في بداية الاستحقاقات المقبلة المحلية والآسيوية، وكان النصر قد تفوق على شقيقه الشباب في ذهاب دوري جميل بثلاثة أهداف لهدفين، وتعادلا في الجولة التي سبقت ختام الدوري بهدف لمثله، وهي المباراة التي منحت نقطتها النصر بطولة الدوري بصورة رسمية. وفي بطولة كأس ولي العهد التي حققها النصر أيضا والتي سبقت حسم لقب الدوري، خرج الشباب على يد منافسه النصر بهدف وحيد في الأشواط الإضافية لمواجهة الطرفين في نصف النهائي. وفي نهاية الموسم قلص الشباب التفوق النصراوي، بالفوز عليه في ثمن نهائي كأس الملك بهدفين لهدف، ثم أكمل طريقه نحو إحراز اللقب. لذا ستكون الجماهير الرياضية أمام مباراة مثيرة وقوية على لقب "السوبر" بين ندين تقليديين، فمن يخطو خطوة البداية الذهبية في هذا الموسم بحصد كأس السوبر؟ النصر