رسم خروج الفريق الكروي الشبابي الأول، خالي الوفاض من موسمه المحلي، الخطوط الأولى لنهاية "شهر عسل" جمع الشبابيين بمختلف مسمياتهم مع مدربهم البلجيكي ميشيل برودوم، فبعد سنة أولى له مع الفريق خطف خلالها الأضواء وقبلها إعجاب الشبابيين، وفي مقدمتهم الرئيس الفخري للنادي، الأمير خالد بن سلطان، الذي أعلن عن بقاء برودوم وتجديد عقده لعام إضافي، جاءت حصيلة هذا الموسم "البيضاء" لتقسم الجماهير الشبابية بسبب المدرب نفسه، فهناك من يقف في صفه، وآخر يرى أن هذا البلجيكي "المثير" يضر الفريق بمغامراته الفنية، بجانب عصبيته التي ستفقد الفريق أبرز نجومه، وعلى رأس القائمة الهداف ناصر الشمراني الذي يبدو أنه يكتب فصوله الأخيرة مع "الليث". إنجاز تاريخي يعرف الشبابيون جيدا، برودوم، الحارس الدولي السابق لمنتخب بلجيكا، عندما واجه المنتخب السعودي في مونديال 1994 بأميركا، وتلقت شباكه هدف الشبابي السابق سعيد العويران المصنف كأحد أجمل أهداف كأس العالم حتى الآن، قبل أن يتجه للتدريب بعد اعتزاله، ويحقق بعض النجاحات مع الفرق التي تولى تدريبها، الأمر الذي شجع الرئيس الشبابي خالد البلطان للتوقيع معه في يونيو 2011 لتولي زمام الأمور الفنية في الفريق. وتمكن البلجيكي في موسمه الأول من قيادة الفريق نحو تحقيق إنجاز تاريخي عندما حصل على لقب دوري زين للمحترفين دون خسارة جامعا 64 نقطة، متساويا مع الهلال الذي حقق ذات الإنجاز في العام الذي سبقه، فيما خرج من بقية البطولات المحلية، وكان آخرها كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. إخفاق محلي ونجاح قاري استهل الشباب إخفاقه المحلي هذا الموسم، بتوديع كأس ولي العهد من دورها الأول على يد الرائد، قبل أن يخفق في أهم الاستحقاقات ويخسر فرصة المحافظة على لقبه كبطل لدوري زين للمحترفين، وأرجع المحللون ذلك إلى تخلي برودوم عن المدافع البرازيلي تفاريس، وعدم تعويضه بلاعب كبير، وأيضا تخبطه في اختيار التشكيل المناسب في أكثر من مباراة. وجاءت كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال كآخر البطولات المفقودة المحلية، فرغم وصول الفريق للمباراة النهائية، إلا أن "المحصلة" كانت بمثابة كارثة رباعية أمام الاتحاد الذي واجههم بفريق تفتقد نصف عناصره إلى الخبرة الميدانية، فبعد أن كان الشبابيون يطمعون في لقب ينقذ موسمهم المحلي، أفقدهم البلجيكي اللقب بإشراك المهاجم مهند عسيري على حساب الثنائي الهداف، الأرجنتيني تيجالي والشمراني، واحتفظ بهما حتى النصف ساعة الأخير من المباراة بعد أن تأخر فريقه بهدفين، وإشراكه لعمر الغامدي بديلا للمحور الدفاعي عبدالملك الخيبري، مما أسهم في انكشاف الدفاع. وعلى الصعيد القاري نجح الشباب في العبور إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا بعد تجاوزه الغرافة القطري ذهابا وإيابا في دور ال16 وكان قبلها قد حسم تأهله لهذا لدور قبل نهاية دور المجموعات بجولتين ومتصدرا لمجموعته. تميز بلا ألقاب لعب الشباب تحت قيادة برودوم خلال العامين المنصرمين، 70 مباراة رسمية ما بين محلية وقارية، كسب منها 46 مباراة وتعادل في 13، وحصيلة المباريات التي خسرها 11 مباراة، في حين أحرز الهجوم الشبابي تحت قيادته 130 هدفا، واستقبلت شباكه 73 هدفا. هذه الأرقام تعد جيدة جدا للمدرب البلجيكي، ولكن على مستوى الإنجازات لم تكن مرضية للجماهير الشبابية، فمن خلال 6 بطولات رسمية لم يحقق منها إلا دوري زين للمحترفين، واكتفى بالعبور إلى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا في أول مشاركة له مع الفريق الشبابي. قتل المواهب الأرقام المميزة الشبابية لا تخفي عددا من السلبيات التي أظهرها مدربه البلجيكي وكانت وراء انقسام الرأي الشبابي، ويقفز في مقدمتها قتله للمواهب الشابة، فجماهير "الليث" ما زالت تتساءل عن فريقها الأولمبي بطل كأس الأمير فيصل بن فهد موسم 2010 – 2011 وحسم وقتها اللقب قبل نهايته بجولتين، وخاصة هداف المسابقة صقر عطيف الذي احترف مع لوليتيانو البرتغالي برفقة شقيقه عبدالله عطيف. ولم ينل أي ممن أسهموا في تحقيق ذلك اللقب، الفرصة الكافية رغم بروزهم، وتحديدا المدافعين هادي يحيى وخالد عواجي والظهير الأيمن صالح القميزي ومحور الارتكاز الذي نال إعجاب كثيرين عبدالرحمن بركة وصانع الألعاب بدر السليطين وفهد حمد وتميم الدوسري، واكتفى برودوم بإشراكهم في بعض المباريات ثم عاد لإبعادهم رغم كثرة مشاركات الفريق، وأعار الثنائي بركة وفهد المنيف للشعلة وخالد عواجي لحطين في الموسم الماضي، فيما رفض السليطين مغادرة البيت الشبابي رغم مطالبته بإعارته قبل أن يشارك في دقائق قليلة هذا الموسم بجانب سعيد الدوسري بيد أن الشبابيين يخشون أن يلحقا بمن سبقوهما. خسائر مادية أسهم برودوم في تكبد النادي لخسائر مادية كثيرة في ظل التعاقدات المستمرة مع اللاعبين ومن ثم إبعادهم، وكانت البداية مع الغيني إبراهيم ياتارا الذي لم تشفع له مستوياته المتميزة، فتراجع البلجيكي وطلب تغييره في فترة الانتقالات الشتوية بحجة عدم خدمته لتكتيكه، ورضخت الإدارة الشبابية إلى رغبة المدرب وجلبت بناء على رغبته البرازيلي ويندل من الاتحاد قبل أن يبعده هو الآخر، وكان الأوزبكي جيباروف آخر من حاربهم برودوم رغم سجله كأفضل لاعب آسيوي عامين على التوالي. دكتاتورية وخلافات اتخذ رئيس النادي بعد موسم أول مميز، قرارا بتنصيب المدرب البلجيكي مديرا فنيا على جميع الفئات العمرية لكرة القدم، ويتولى الأمور الإدارية ماجد المهنا، وتقدم الأخير باستقالته في منتصف الموسم بسبب خلافات مع إدارة النادي والمدرب، ولاقى طلب الإدارة من برودوم إعادة مدير الفريق السابق خالد المعجل إلى منصبه ليتولى الأمور الإدارية الرفض، مكتفيا بوجود سكرتير الفريق محمد شطا وأن يتولى هو الأمور الإدارية، وهو ما أدخل الفريق في دوامة المشاكل، كان آخرها خلافاته مع الشمراني، التي تطورت مع مرور الوقت حتى أصبح بقاء أحدهما مستحيلا رغم محاولات التهدئة من قبل رئيس النادي.