أكثر الشبابيين تفاؤلاً لم يكن يتوقع أن يُزف فريقه عريساً للموسم عطفاً على بدايته المخيبة للآمال والمحبطة من بيع لعقود أبرز اللاعبين أمثال ناصر الشمراني وتيجالي ومروراً بتعاقب ثلاثة مدربين على قيادة الفريق وإنتهاء بغيرها من الأمور التي تسببت في خروجه الآسيوي وخسارته مباريات دورية عدة أدت إلى فقدانه فرصة المنافسة على لقب الدوري، ليس كذلك فحسب بل أن المشاكل الإدارية كانت تعصف ب "الليوث" وجميعنا نتذكر المشكلة الأبرز التي تخص اللاعب حسن معاذ وما أعقبها في تلك الفترة. ولأن "الخيل الأصيل تلحق تالياً" استفاق الشباب من كبوته في مرحلة الحصاد وتوج بالذهب الأغلى من يد "حبيب الشعب" خادم الحرمين الشريفين –أطال الله في عمره-، ولم تكن البطولة عادية بالنسبة للشبابيين فاللقب الملكي في كفة وتسلم الكأس من الوالد القائد في كفة أخرى. برأيي أن الأندية الأخرى وجماهيرها يغبطون الشبابيين على مانالوه في هذا الموسم، أن تنال أثمن بطولة في الموسم (كأس الملك) ومن يديه –حفظه الله- وفي ليلة تاريخية أفتتحت فيها منشأة عالمية تمثلت في مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة فذلك حدث تاريخي لن يُنسى وسيخلد في ذاكرة رياضيي هذا الجيل وسيروى للأجيال المقبلة، كما أن الشباب حجز مقعدا آسيويا مؤكدا في النسخة المقبلة، لذلك لا أرى أي مبالغة حينما أوصف الشباب ب "عريس الموسم" مع احترامي للنصر الذي طار بلقب الدوري وكأس ولي العهد. ولا يمكن أن نغفل دور رئيس الشباب خالد البلطان في هذا الإنجاز فالعمل الكبير الذي قام به مؤخراً يستحق الإشادة، شخصياً كنت من أكثر المنتقدين لأبي الوليد في فترة سابقة من الموسم لأنني أدرك بأن الرجل لديه الأفضل، واليوم لا أجد حرجاً في مدحه والإشادة به ورفع "عقالي" تقديراً له ولعمله المميز الذي توج به باللقب الغالي. كرة القدم عودتنا على أنها "ظالمة" غالباً لكنها هذه المرة كانت منصفة للشباب عندما منحته كأس الملك كونه الأحق به، فطريق الليوث للنهائي لم يكن مفروشاً بالورود بل وصل من الطريق الأصعب إذ أزاحوا أفضل فريق في الموسم (النصر) وألحقوا به زعيم آسيا (الهلال) وأبطلوا مفاجأة الاتفاق الذي كان يبحث عن تعويض هبوطه إلى "ركاء". الشبابيون استبشروا خيراً بإطلالة عضو الشرف الأمير عبدالرحمن بن تركي بعد التتويج وتواجده في الملعب فكانت فرحتهم بالبطولة مضاعفة نظراً لمكانته في قلوبهم، ويأملون أن يكون حاضراً إلى جانب "فخر الوطن" في المرحلة المقبلة التي تتطلب وجود أكثر من صوت شرفي مؤثر خصوصاً وأن خالد البلطان يواجه جهات عدة بمفرده. البلطان صرح بأن "الآسيوية" لا تهمه بعد أن توج بكأس الملك للمرة الثالثة في تاريخه، لكن من حق الشبابيين أن يفكروا في "العالمية" وأكاد أجزم بأن البلطان كذلك، وإن كان تفسيري للوضع في محله فلابد أن يبدأ الإعداد من الآن بتجاوز الاتحاد وتجهيز الفريق للأدوار النهائية بجلب أسماء محلية وأجنبية قادرة على صناعة الأفراح آسيوياً. تركي الغامدي