اعتبر وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر امس ان الجيش العراقي لم «يبد ارادة للقتال» في مدينة الرمادي غرب العراق التي سقطت قبل اسبوع بأيدي تنظيم «داعش». وقال الوزير الاميركي في مقابلة مع شبكة سي ان ان «ما حصل على ما يبدو ان القوات العراقية لم تبد ارادة للقتال لدينا مشكلة مع ارادة العراقيين في قتال تنظيم داعش وفي الدفاع عن انفسهم». واضاف الوزير الاميركي ان الجنود العراقيين «لم يعانوا من نقص في العدد، بل كانوا اكثر عددا بكثير من القوات المقابلة، الا انهم انسحبوا من المنطقة». وقال كارتر ايضا «نستطيع ان نقدم لهم التدريب والتجهيزات، الا اننا بالتأكيد لا نستطيع ان نقدم لهم ارادة القتال». وتابع الوزير الاميركي «اما وقد قدمنا لهم التدريب والتجهيزات والمساعدات، آمل بأن يبدوا ارادة للقتال، لانهم لن يتمكنوا من هزيمة التنظيم ما لم يقاتلونه». واعتبر اشتون كارتر ان القصف الجوي الذي تقوم به قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة «فعال، الا انه لا يمكن ان يحل مكان ارادة القوات العراقية للقتال». وأدى التقدم الاخير للتنظيم الى طرح الكثير من الاسئلة حول جدوى الاستراتيجية الاميركية، لان شن ثلاثة الاف ضربة جوية منذ اغسطس الماضي لم يمنع هذا التنظيم من مواصلة التقدم في العراق. وتمثل سيطرة التنظيم على المنافذ الرئيسية بين سورية ومحافظة الانبار العراقية، توسعا في النفوذ على الاراضي بعد الهجمة الشرسة في يونيو 2014. ويأتي ذلك بعد اسبوع على سيطرته على الرمادي، والتي اعقبها سيطرته على معبر التنف الحدودي السوري مع العراق، وهو ابرز تقدم يحققه المتطرفون منذ حوالى عام. وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار لوكالة فرانس برس ان «مسلحي داعش سيطروا بالكامل على منفذ الوليد الحدودي». واضاف ان المسلحين «سيطروا في ساعة مبكرة من صباح امس على المنفذ اثر انسحاب قوات الجيش وحرس الحدود». واكد ضابط الشرطة ان تنظيم «داعش» بات يسيطر على المنفذين الحدوديين، القائم والوليد، اللذين يربطان العراق بسورية عبر محافظة الانبار. بدوره، قال مروان الحديثي وهو احد افراد قوات حراس الحدود الذين انسحبوا الى معبر طريبيل الاردني صباح امس «لقد هاجمنا تنظيم داعش بسيارتين مفخختين من الجانب السوري، لكن لم تقع خسائر في صفوفنا». واضاف «قمنا باطلاق النار من سلاح ثقيل على السيارات المفخخة لكن دون جدوى لان المفخخات كانت مصفحة بكميات كبيرة من الفولاذ». وعن مبررات الانسحاب من المنفذ قال «نحن نعرف اسلوب داعش عند الهجوم يبدأ بمفخخات وبعدها يقتحم، نحن كنا جاهزين للانسحاب بعد ان فشلت المناشدات لغرض التعزيزات، فعرفنا اننا سوف نكون ضحية مثل بقايا الضحايا». وتابع «كنا قد حسبنا هذا الحساب وقررنا البقاء اذا وصلتنا تعزيزات واذا لم تصلنا ننسحب عند اقرب تعرض، لذلك قبل الهجوم كنا جهزنا كل شيء لاننا نعرف ان الحكومة لن ترسل الينا بتعزيزات».