أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس أن سقوط الرمادي «يؤكد عدم امتلاك الجيش العراقي إرادة للقتال للدفاع عن نفسه في مواجهة (تنظيم) داعش». واتهمت قوى سياسية الحكومة العراقية بعدم استجابة نداءات حرس الحدود الذين انسحبوا أمس، بسبب النقص في العتاد والعديد، من معبر الوليد على الحدود السورية - العراقية، فاستولى عليه مسلحو التنظيم واتصلوا برفاقهم الذين سيطروا على معبر التنف المقابل قبل يومين. وقال كارتر في حديث بثته شبكة «سي إن إن» الأميركية إن القوات العراقية كانت «تفوق المهاجمين عدداً، لكنها فشلت في المواجهة وانسحبت»، وتركت وراءها عربات ودبابات حصلت عليها من واشنطن. وأضاف: «لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في مواجهة داعش». ودافع الوزير عن سياسة البيت الأبيض، موضحاً أن الغارات الجوية على التنظيم مجدية «لكنها ليست بديلاً للقوات العراقية التي عليها الدفاع عن بلدها». وزاد: «باستطاعتنا المساهمة في هزيمة داعش، ولكن لا نستطيع تحويل العراق إلى مكان آمن يعيش فيه مواطنوه، خصوصاً العشائر السنّية فهذه مهمة العراقيين أنفسهم». في غضون ذلك، أكد السفير الأميركي لدى العراق ستيوارت جونز خلال لقائه رئيس البرلمان سليم الجبوري التزام بلاده مساعدة العراق لاستعادة الأنبار. وأفاد بيان لمكتب الجبوري بأنه دعا إلى «تكثيف الدعم والإسناد للقوات العراقية ومسلّحي العشائر، من خلال زيادة الطلعات الجوية، والمعلومات التي تساهم في حسم المعركة»، فيما أكد جونز التزام أميركا «تقديم الدعم الجوّي والاستخباراتي والتدريب والتسليح استعداداً لهذه المعركة، وحرصها على تحرير الأنبار بأسرع وقت ممكن». وأعلنت لجنة المنافذ الحدودية في مجلس محافظة الأنبار سيطرة «داعش» على معبر الوليد الحدودي مع سورية، بعد يومين على سيطرته على منفذ التنف من الجانب السوري. وقالت رئيسة اللجنة سعاد جاسم إن ذلك «جاء بعد انسحاب القوات الأمنية من المنفذ وتوجهها إلى منفذ طريبيل الحدودي مع الأردن»، وحمّلت الحكومة العراقية المسؤولية «لأنها لم تستجب نداءاتنا لإرسال تعزيزات عسكرية». وأضافت أن معبر طريبيل الذي يشكل مركز التجارة الرئيس بين العراقوالأردن أصبح في دائرة الخطر. وأكدت مصادر أمنية، شرق الرمادي، أن قوات الجيش و«الحشد الشعبي» نجحت في صد هجوم ل «داعش» على الخالدية وحصيبة الشرقية، وهما منطقتان في الطريق إلى قاعدة الحبانية. من جهة أخرى، دعا قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان البرلمان أمس إلى زيادة موازنة القوات المسلحة الإيرانية للتصدي ل «داعش» في الدول المجاورة. وقال: «علينا مواجهة شكل جديد من التهديد في المنطقة. فالمجموعات الإرهابية موجودة قرب حدودنا». وأضاف: «نرى وجوداً لداعش في أفغانستان وباكستان (...) يجب تعزيز سلاح البر والحرس الثوري لشراء دبابات وعربات نقل، وصيانة مروحياتنا». وتابع: «المعركة اليوم برية ونُجري مناورات على الحدود مع العراق... خلال هجوم داعش (على الموصل) في حزيران (يونيو) 2014 وصل الإرهابيون الى جلولاء (على بعد 40 كلم من الحدود مع إيران) ومحطتهم التالية كانت خانقين ليدخلوا بعد ذلك إلى بلادنا، وفي أقل من ثلاثة أيام أرسلنا خمس كتائب إلى الحدود ومروحياتنا توغلت 40 كلم داخل العراق».