تظل المملكة بلاد الحرمين الشريفين بقيمها الاسلامية الفريدة الراسخة، وعروبتها الاصيلة التي تتم عن شهامة وكرم اهلها الطيبون الاوفياء.. حيث يستمد ذلك من دين الله الحنيف.. بمثابة القلب الكبير الذي يغذي ولا يستثني بمواقفه الانسانية اية دولة عربية او اسلامية تتعرض للكوارث الطبيعية او الحروب وآثارها المدمرة التي تعصف بالاشقاء هنا وهناك. ما ان تعلم المملكة قبلة المسلمين ومهبط الوحي بدولة شقيقة مسها الضر واصبحت بحاجة لمساعدتها لتبادر على وجه السرعة بتقديم المساعدات واقامة الجسور الجوية وما تحمله من معونات طبية وعينية ومادية تكفلت بها حكومة المملكة وشعبها السباق الى اعمال الخير.. بالاضافة الى ارسال الوفود واللجان لتلمس احتياجات الاشقاء عن غرب لتخفيف آلامهم ومعالجة جراحهم.. وامكانية ايجاد السبل الكفيلة مهما كانت حجم التضحيات ليشعر الاشقاء المتضررون بذلك ان لهم اخوة لا يتخلون ابداً عن الذود عنهم بما يجودون وهذا ما تقوم به المملكة حكومة وشعباً منذ زمن بعيد. وتأتي حملة التبرعات التي دعى اليها مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله واشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله وقام بتنظيمها التلفزيون السعودي لصالح متضرري الزلزال المدمر الذي ضرب باكستان الشقيقة واودى بآلاف القتلى والجرحى والمشردين وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.. لتكون امتداداً لمعين الخير الذي لا ينضب بإذن الله وتعيد الى الاذهان حملات التبرعات التي كان يدعونا لها الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأسكنه فسيح جناته، وشملت في ذلك الحين العديد من الدول العربية والاسلامية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر فلسطين والبوسنة والهرسك والشيشان وافغانستان وغيرها من الدول. وكعادته في مثل هذه المواقف الانسانية والمشاهد المؤلمة والحزينة شاهد العالم عبر التلفزة كيف تفاعل الشعب السعودي الكريم في كافة ارجاء المملكة ملبياً النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين وانهالت على ضوئه ملايين الريالات والمجوهرات وغيرها من التبرعات الثمينة بظرف ساعات عديدة ليظهر جلياً المخزون الانساني المتأصل في بلادنا الغالية ولتبقى بمشيئة الله (مملكة الانسانية).